جهود تشكيل الحكومة اللبنانية تراوح مكانها وسط اتهامات متبادلة
معادلة مستحيلة وضعت أمام رئيس الحكومة اللبناني المكلف سعد الحريري، طرفاها إما تشكيل حكومة كما يريدها فريق رئيس الجمهورية السياسي، وإما لا حكومة، وهاجم الحريري خلال جلسة لمجلس النواب أمس الرئيس ميشال عون، مشددا على أنه لن يشكل الحكومة كما يريدها عون، أو أي فريق سياسي بعينه. وإنما ستكون كما يقتضيه وقف الانهيار ومنع الارتطام الكبير الذي يتهدد اللبنانيين في أكلهم وصحتهم وحياتهم ودولتهم، بعد أكثر من سبعة أشهر من فراغ حكومي على خلفية أزمة سياسية ومالية واقتصادية حادة.
الخلاف بين الحريري وعون حول تشكيل الحكومة مستمر منذ شهور، وقال عون في رسالة موجهة لمجلس النواب إن الحريري “عاجز عن تأليف حكومة قادرة على الإنقاذ والتواصل المجدي مع مؤسسات المال الأجنبية والصناديق الدولية والدول المانحة”، وهو ما اعتبره محللون إعلانا فعليا لضرورة إيجاد مسؤول آخر لتولي رئاسة الوزراء، في ظل قلق من جهة المستثمرين والمانحين من عدم إمكانية إجراء الإصلاحات اللازمة لإنهاء الأزمة المالية بغياب حكومة جديدة.
ونفى جبران باسيل زعيم التيار الوطني الحر وصهر الرئيس عون، من جهته أن يكون هدف عون من رسالته للمجلس سحب تكليف الحريري، كما حث رئيس مجلس النواب نبيه بري على تشكيل حكومة بسرعة بالتنسيق مع عون للمساعدة في الحفاظ على الاستقرار، معتبرا أن ذلك هو المخرج الوحيد من الأجواء السياسية المشحونة، كما شدد على ضرورة تضافر كل الجهود لإنقاذ البلد من الانهيار، داعيا إلى نبذ الخلافات وإعطاء الأولوية لتشكيل الحكومة عبر الجدية بإجراء المشاورات بصورة منفتحة ومرنة.
وفي ظل عدم وجود مهلة يحددها الدستور لتأليف الحكومة التي درجت العادة على أن تكون ثمرة توافق سياسي، يبقى لبنان نهب تنازع في المصالح بين مختلف القوى السياسية المتحكمة بمصيره.