“جنرال صامت” أنهى “حلقة النفوذ” حول بوتفليقة
218TV | خاص
في صيف عام 1999 خطف جنرال جزائري متقاعد الأضواء الدولية، وألقى “احترامه ومحبته” في قلوب الجزائريين، حينما ظهر وهو يُسلّم السلطة لخلفه الذي لم يكن سوى عبدالعزيز بوتفليقة الذي استقال أمس من منصبه بعد عقدين قضاهما في الحكم، قضى خمس سنوات منها على الأقل وهو على مقعد متحرك بملامح رجل مريض لا يقول شيئا، ولا يُظْهِر أنه يعي ما يدور حوله، فيما عاد نفس الجنرال اليوم إلى خطف الأضواء، ووضع حد لمسيرة بوتفليقة في قصر المرادية الذي سيغادره بوتفليقة مكرها.
اليامين زروال الذي انتدبته المؤسسة العسكرية عام 1994 لينقذ الجزائر من انزلاقها الدموي، أعاد بعد خمس سنوات السلطة إلى الدولة، ولم يشأ تنفيذ أي مناورة للبقاء في الحكم، بل لاحظ الجزائريون أنه سلّم كل الامتيازات المالية للدولة بعد تركه للسلطة، قبل أن ينزوي إلى الظل، رافضا الانخراط في أي حلقات للتشويش على نظام بوتفليقة الذي تولى السلطة للتو، بل لم يعمل في السياسة إطلاقا بعد عام 1999، حتى في السنوات الأخيرة رغم المناشدات إليه فإنه لم يقبل بمزاحمة بوتفليقة على السلطة، وهو الأمر الذي جعل من اسمه يتردد مع كل أزمة صحية لبوتفليقة ليكون بدلا منه، لكنه كان يرفض حتى مناقشة الفكرة، ولو لفترة انتقالية مؤقتة.
يوم الأحد الماضي عاد اسم الجنرال زروال للأضواء، والواجهة السياسية بقوة، حين تحدثت المؤسسة العسكرية عن لقاءات مشبوهة جمعت زروال إلى سعيد شقيق ومستشار الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، إضافة إلى الرئيس السابق لجهاز المخابرات الفريق محمد مدين، لكن زروال سرعان ما غادر اللقاء بعد أن عرف أهدافه، بل وتوجه بكلمة مكتوبة إلى الجزائريين قال فيها إنه يرفض أي محاولات لإعادته إلى الرئاسة بأي صيغة، وأنه سيقف مع الشعب الذي استعاد سلطاته، الأمر الذي نظرت إليه المؤسسة العسكرية بارتياح، إذ كانت تتخوف من “شعبية وقوة” الجنرال الذي ظل صامتا طيلة العشرين عاما الماضية، وسط ترجيحات بأن زروال لو قرر الترشح في المرحلة المقبلة فإن فوزه سيكون مضموناً.