جمهور الاتحاد ذواقٌ ووفي
طه البوسيفي
صحيحٌ أن فريق الاتحاد خرج من مسابقة كأس الاتحاد الإفريقي وفي أدوار ليست متقدمة ما مثَّل خيبة أملٍ كبيرة للجماهير الاتحادية العريضة التي عقدت الآمال بمغامرة لفريقها قد تصل إلى أن يكون أحد أضلاع مربع الكبار ، لم لا ؟ هكذا تفكر جماهير الشفق الأحمر .
أمل الجماهير الاتحادية ضُربت بمقتل حينما حرم فريقها من هدفين تم إلغائهما من قبل حكم اللقاء في مباراة حرصت 218 على نقلها بالتعاون مع صفحة النادي الرسمية كتضامنٍ مع الأندية الليبية التي تمثل ليبيا في أحلك الظروف وأقساها ، ونادي الإتحاد لم يمثل نفسه أو جمهوره فقط بل كان ممثلاً لكل الليبيين بمختلف انتماءاتهم الرياضية التي تعاطفت مع النادي الأحمر في ما جرى معه داخل المبارة التي لُعبت في أحراش أفريقيا حيث الفوز هناك صعبٌ (واللبيب من الإشارة يفهم ).
كل ما حدث في هذا اللقاء في كفة وما سيحدث بعدها في كفةٍ أخرى ، فالجماهير الاتحادية التي نامت وفي قلوبها غصة الخروج تعالت على هذا الحزن الموغل في أحشائهم وكانت فعلاً خير سند وأفضل معين للاعبين والنادي ، خرجوا بقضهم وقضيضهم ، فرادى و زرافات واكتظت بهم صالات مطار معيتيقة حيث رسموا لوحة هيَ من أجمل وأبدع وأروع اللوحات التي يرسمها جمهور يمثل ناديه ليس فقط في ليبيا إنما أيضا في إفريقيا والعالم أجمع (لست هنا بصدد المبالغة )
الجمهور الاتحادي بهذا الموقف المشرف أثبت أنه جمهور ذواق يعرف أن كرة القدم ليست مجرد لعبة بل هي تعزيز لروح الانتماء وتكريس للمحبة الصادقة التي لا تحمل في طياتها أي نوعٍ من أنواع المصلحة أو الاستفادة ، فالجماهير التي خرجت لاستقبال فريقها لم تنتظر شكراً أو مكافئةً مالية بل كانت هي الداعم والسند للفريق الذي شعر كما شعر الجمهور بمرارة الخروج بعد فترة استعدادٍ طويلة ، وأعطته بهذا الدعم دفعةً معنويةً باتجاه إكمال المشوار هذا الموسم خصوصاً مع استئناف بطولتي الدوري والكأس ، وبطبيعة الحال لا يعلب الاتحاد إلا على البطولة .
الجماهير الاتحادية باستقبالها للفريق لم تمثل نفسها بل مثلت أيضاً انتماء الجماهير الرياضية للأندية التي تشجعها ما جعلها محط إعجابٍ من منصاتٍ إعلامية تمثل الإتحاد الإفريقي لكرة القدم . هنيئاً للجماهير الاتحادية هذا الانتماء الصادق المجرد من أي مصلحة وهنيئاً للمؤسسة الاتحادية هذا الجمهور الذواق والوفي والذي يستحق من المسؤولين عن النادي والقائمين عليه الكثير والكثير والكثير .