جملة “الجيش الوطني” تنذر بأزمة بين البعثة والرئاسي
تقرير | 218
في الوقت الذي بردت فيه العلاقة بين البعثة الأممية والمجلس الرئاسي والأعلى للدولة بسبب الإحاطة الأخيرة، جاءت تسمية البعثة الأممية للجيش الوطني باسمه في البيان الأخير لتنذر بأزمة قد تكون أكثر سوءا بين الطرفين .
وبعد الزيارة الأخيرة التي قام بها المبعوث الأممي غسان سلامة إلى الرجمة ولقائه القائد العام للجيش الوطني ظهر سلامة بوجه مغاير نسبياً لما كان عليه قبل الزيارة، وذكرت معلومات حصلت عليها “218NEWS” أن سلامة سمع كلاماً من القائد العام حول منطلقات البعثة ومعاييرها في تشخيص الحالة، والطرق المتبعة في وصفها لمجريات الأحداث .
بعدها بيومين جاءت الإحاطة التي لم تعجب الوفاق والتي جعلت فائز السراج وخالد المشري يتخذان مواقف مخاصمة لسلامة والبعثة .وما تزال إلى اليوم العلاقة تمر بحالة من الفتور، وما عادت مثل الأول بعد الرسالة الاحتجاجية التي سلمها السراج لسلامة.
ووردت في بيان البعثة الأممية الأربعاء، جملة لا يحب الأعلى للدولة ولا الرئاسي ولا التشكيلات المسلحة، سماعها، بل يتحسسون منها كلما ورد ذكرها، وهي “الجيش الوطني الليبي” التي ذكرتها البعثة في بيانها حول تنفيذ الهدنة الإنسانية في عيد الأضحى المبارك قاصدة بها الوحدات العسكرية التي تأتمر بأوامر المشير خليفة حفتر .
وقد تؤدي الجملة التي ذكرت في البيان مرتين إلى تفجّر الأوضاع أكثر، وأن تباعد الفجوة بين البعثة والمجلس الرئاسي، وأن تزيد من حالة الاحتقان التي أوجدها الرئاسي لنفسه متخذاً من البعثة الأممية خصيماً .
ويعكس اعتراف البعثة الأممية الصريح بأن القوات التي جاءت للعاصمة هي قوات جيش وطني، اعترافاً ضمنياً بنظامية القوات أكثر من التشكيلات المسلحة، ويعكس -انطلاقاً من مبدأ وبضدها تعرف الأشياء- أن من يواجههم الجيش تشكيلات مسلحة غير نظامية سببت أرقاً كبيراً طيلة سنوات حتى للرئاسي الذي يمجدها اليوم بعد أن كان مكتوياً بنيرانها قبل الحرب .
الرئاسي اليوم وكل التشكيلات المسلحة أمام موقف غير اعتيادي منذ اندلاع الحرب الأخيرة في انتظار موقف قد لا يكون ناعماً، وقد يدفع بالعلاقة بين الطرفين أي البعثة والرئاسي إلى نقطة يصعب معها العودة.