جماعة الـ “فايبر” السياسية.. حين تُدار ليبيا من هاتف محمول!
218TV| خاص
ما بعد الصراع العسكري الذي شهدته عدة مدن ليبية مند العام 2014، خرجت على سطح أحد أهمّ مواقع التواصل الفوري، الفايبر تحديدا، جماعات سياسية وحزبية وقبلية، على شكل “مجموعات سرية” يتم اختيار أفرادها وفقا للتوجه الذي تُدير فيه المجموعة أفرادها.
هذا الخروج كان بمثابة “الهروب من الواقع” للبعض، الذي هُجّر من مدينته أو منطقته، بسبب توجه سياسي، يُعارض من سيطر على الأرض في حينها، ولم تتوقف هذه المجموعات السرية على الفايبر، عند طرف سياسي مُعيّن في مراحلها الأولى، بل جعل منها البعض قاعدة أساسية للتشاور في ملفات عدة، منها السياسية والعسكرية، على وجه الخصوص.
وفي حديث خاص، مع أحد الذين خاضوا تجربة هذه المجموعات السرية على الفايبر، أوضح قائلا: ما يحدث على مجموعات الفايبر، يُشبه الواقع في بعض تفاصيله.. كانت تجربة مخيفة ومفيدة في آن واحد، أن تقرأ أفكار البعض وأحلامه التي يراها يجب أن تتحقق في ليبيا، ومنها السلام والأمن، وتكتشف بعدها أن هذه المجموعات تضم أسماءً سياسية واجتماعية معروفة في ليبيا، تفاجئك الأسئلة من كل مكان.. تقول لك: لماذا لا نرى هذا الخطاب الوطني على أرض الواقع”.
أما عن علاقة هذه المجموعات السرية على الفايبر، بالواقع على الأرض، فإنها تبقى رهن الغموض والسرية، كما يقول أحد مؤسسي هذه المجموعات، الذي أشار إلى أن سرية المجموعة، هي الأساس، وغير مقبول بالمرة أن تُكشف ببساطة، لكونها تمسّ أطرافا لا ترغب في الكشف عن أسمائها أمام أعضاء المجموعة.
ولفت هذا المؤسس، أن سبب إنشائه للمجموعة، كان بهدف أن تكون بداية العمل على الأرض، ومسألة السرية، هي نتاج طبيعي للوضع الذي تشهده ليبيا من متغيرات، على الجانب السياسي والعسكري. ولضمان العمل بشكل متفق عليه بين الأعضاء، يجب أن نلتزم بما اتفقنا عليه.
وتعددت المجموعات السرية، على مواقع التواصل الفورية، وغيرها، في ليبيا وازدادت بشكل مُلفت، بعد تضييق الخناق على الحريات، وفق ما ذكره بعض المدونين على الفيسبوك، وتتبنى بعض هذه المجموعات الخطاب الوطني، في شكل صور تعبيرية تتغنّى بليبيا، وأخرى بشخصيات سياسية وغيرها، محاولة أن تًقصي أطرافا أخرى، من المشهد العام في ليبيا.
وفي المقابل تأتي مجموعات سرية أخرى، ذات توجه “متطرف ومتعصب”، في مُحاولة منها أن تجعل الليبيين مجرّد تابع لها، ومن يُعارضها في أغلب الأوقات، تتعامل معه وفق ما تتبنّاه من أفكار، ومنها التحريض عليه، ووصفه بألقاب غير لائقة إنسانيا، ويُعاقب عليها القانون.
لا تنتي تفاصيل هذه المجموعات، لأنها تتضاعف بشكل كبير، كل فترة، ونشاطها مرتبط بالأحداث السياسية والعسكرية في ليبيا، إن كان الوضع العام هادئ، فإن بعضها يتجه إلى الحوار الافتراضي، مقدّما المقترحات لحلول المشكلة، والآخر يتهم طرفا بأنه أشعل فتيل الأزمة، إن كان الوضع العام مُشتعل سياسيا وعسكريا.
وتبقى ليبيا مقترنة بأسماء المجموعات والأعضاء بشكل متفاوت، بعيدا عن الواقع والمواطن الذي لم يعد يعرف كيف تُدار ليبيا، ومن يُديرها. محاولا أن يصل إلى المجموعة الأولى التي تتحكم في كل تلك المجموعات، ومن يُديرها من هاتفه فقط.