“جلسة طرابلس”.. مساعٍ لتكريس “الأمر الواقع”
قرأ بعض المتابعين الجلسة التي عقدها أعضاء مجلس النواب، في طرابلس، للاستماع للجنة الأزمة المكلفة من قبل المجلس الرئاسي، بأنها استمرار في تكريس حالة الأمر الواقع.
ويسير أعضاء مجلس النواب المقاطعون للجلسات في طبرق على جعل “الشرعية” أمراً واقعاً، مستغلين الشرخ العميق في جدار المجلس بعد العملية العسكرية التي أطلقها الجيش الوطني والتي رفعت حالة الاستقطاب إلى أشدها وأذابت المنطقة الرمادية التي يعشقها كثير من الساسة.
وظهر النواب في “جلسة طرابلس” وهم يستجوبون لجنة الأزمة وفيها وزيرا الداخلية فتحي بشاغا والتعليم عثمان عبد الجليل، على خلفية انتقادات من المجموعات المسلحة وعمداء البلديات لأداء اللجنة بعد قرابة 40 يوماً من العمليات العسكرية التي خلفت وراءها عشرات الآلاف من النازحين وأربكت حسابات الوفاق وجعلتها في حالة من التشويش والاضطراب.
ويرى مراقبون أنه لا يهم اليوم من وجّه الأسئلة، وليست مهمة كذلك إجابات لجنة الأزمة ومدى تطابقها مع مجريات الأحداث، حيث إن هدفهم الاستمرار في تكريس حالة الأمر الواقع وجعل مجلس النواب في طرابلس حقيقة تجبر الآخرين في طبرق على التعامل معه باعتباره كياناً مستقلأ، وهنا تكمن الخطورة كما يرى كثيرون لأن السير في هذا الطريق سيضرب في مقتل جهود توحيد المؤسسات ويجسد من جديد ما كان قد أقدم عليه بعض أعضاء المؤتمر الوطني بعد عملية فجر ليبيا حين أعادوا أنفسهم وشكلوا حكومة أسموها حكومة الإنقاذ واستمروا في حالة التحدي لخيارات الشعب حتى باتوا بفعل اتفاق سياسي ناقص الأطراف مجلس دولة.