جدل واسع في ليبيا بعد حادثة نيوزيلندا
أثارت الحادثة الإجرامية في نيوزيلندا والتي راح ضحيتها 49 قتيلا و50 مصابا أثناء تأديتهم صلاة الجمعة، الجدل في ليبيا، في منشورات وتعليقات نشطاء مواقع التواصل حول تسمية الحادثة بشكلها الصحيح، واتفق البعض على أنها إرهابية وآخرون اتهموا اليمين المتطرف في أوروبا هو السبب الرئيسي وراء الحادثة.
وطالب متابعون للأحداث، بضرورة أن يتفق العالم أن الإرهاب ليس له دين، ومن الضروري وصف المتهم والقاتل بالإرهابي، كما تصف المواقع الغربية منفذي الهجمات في العالم، والذين ينتمون لجماعات متطرفة إسلامية. وأن لا يتم انتقاء المفردات والتلاعب بها حين يكون المتهم غير مسلم.
وأبدى نشطاء وحقوقيين، خوفهم من عمليات انتقام قد تحدث بعد الجريمة البشعة، وتحديدا بعد أن تم تداول احدى الصور التي تظهر سلاح الكلاشنكوف و”علم داعش” وعبارات عربية منها: “سنعيد الكرة قريبا”، في محاولة استنساخ لذات الصور التي نشرها القاتل ولكن بلغة عربية.
والأخطر في عملية القتل البشعة، أن المتهم تعمّد أن تكون جريمته على البثّ المباشر، وعلى طريقة لعبة ” PUBG” وكأن الجريمة قد حدثت بعد خطة مُحكمة، ومراقبة الشارع قبلها، وضمان عدم وجود لأي جهات أو عناصر أمنية.
وعلى الجانب الرسمي في ليبيا، انتقد نشطاء ما جاء في بيان المجلس الأعلى للدولة حول الحادثة، الذي طالب السلطات في نيوزيلندا بتفسير عجزها عن حماية المصلين. وردّ النشطاء على بيان المجلس وطالبوه بنفس الصيغة التي جاءت في البيان، بضرورة تفسير العجز عن أمن المواطنين طيلة السنوات الماضية والحالية من العمليات الإجرامية في ليبيا، مؤكدين أن المجلس الأعلى للدولة يجب أن يعرف مهامه الداخلية في ليبيا أولا، قبل أن يلتفت لأزمات الدول التي لديها مؤسسات أمنية وخدمية.
وفي المقابل أيضا، لم ينجوا مجلس النواب من النقد، بعد بيانه حول الحادثة، الذي قال فيه: يجب القصاص من مرتكبي جريمة نيوزيلندا. والذي قرأه النشطاء على منصات التواصل وأبدوا استغرابهم من لغة البيان، مطالبين بضرورة أن يعرف المجلس أولا مهامه اتجاه ليبيا، وأن يسعى للسيطرة على جلساته “اليتيمة” وأن يجمع نوابه تحت قُبّته، وبعدها يعمل على حلّ أزمات الشعوب.