تُجار الحروب يتجولون في المطارات.. وأبطال ليبيا “ممنوعون”
218TV.net خاص
أحلام المهدي
في ليبيا فقط، يتجول تجار الحروب وطُلاب السلطة في مطارات الدنيا، ويحُجّون إلى كل العواصم، دون أن تعيقهم “تأشيرة” أو يمنعهم “جواز سفر”، بينما يعجز أبطال ليبيا الحقيقيون عن الحصول على تأشيرة للسفر إلى “بيلاروسيا”، للمشاركة في بطولة العالم للقوة البدنية المقرر عقدها هناك في الفترة القليلة القادمة، وبالتالي ستضيع عليهم فرصة عظيمة لحصد ألقاب جديدة، مما قد يساهم في إخفاء بشاعة الوجه الليبي التي لم يعُد العالم يرى غيرها، بسبب كل ما يغرق فيه الوطن من أزمات على كل الأصعدة.
في يونيو 2016، وبينما كانت ليبيا غارقة في أزمات سياسية واقتصادية، وحروب لم تنته حتى اليوم، خاض أبطال القوة البدنية الليبيون سباقا عسيرا مع الظروف أولا، ومع نظرائهم من أبطال اللعبة في العالم ثانيا، فتمكنوا في السباق الأول من قهر الظروف بجهود شخصية محضة، وسافروا إلى الولايات المتحدة الأميركية، دون أن تمد لهم الدولة الليبية يد العون والدعم في أي شيء، أما في السباق الثاني فقد تفوق بعضهم على أبطال العالم، ليكون الإنجاز ليبيّا، بعرقٍ وجهدٍ ليبيين.
وكما يَحضُر العديد من الساسة بصورهم البائسة على كل الشاشات الليبية، غابت عن عيون جُلّ الليبيين اللحظة التي تُوّج فيها “عمر شبيك”، ابن بنغازي الذي احتفل وأصدقاؤه بحصد الذهب من “تكساس”، ليحرم منه أعناق الكثيرين، ويهدي ليبيا والليبيين ذهبية 59 كجم أساتذة، وبعد إنجازات البطل وزملائه ومدربه البطل العالمي أيضا “طارق مخلوف”، جاءت بطولة “جوهانسبرغ” في وقت لاحق من نفس العام 2016، لتتكرر مأساة الظروف، ويتكرر الإنجاز الليبي أيضا.
لم يتمكن بطل العالم “شبيك” وعددٌ من زملائه من السفر إلى جنوب أفريقيا، بسبب الظروف المالية أيضا، لكن “اللي حضر هَنّى” كما يقول الليبيون، وهناك في أقصى القارة السمراء،، تَوسّد العلم أكتاف الأبطال، ولثمت صدورهم الذهب، وعشقتهم منصات التتويج فلم تسمح لهم بالابتعاد عنها، فأحرز البطل محمد الرفادي ذهبية 83 كجم كبار، والبطل أحمد الدّروقي فاز بذهبية 59 كجم ناشئين، أما البطل عمر بالروين فقد اكتفى بفضية 83 كجم أساتذة، وغاب الأبطال الآخرون لأن عدد أعضاء البعثة تقلص بسبب الظروف القاهرة أيضا، من 27 إلى 9 رياضيين فقط.
أما اليوم، فيقف أبطال ليبيا والعالم في القاهرة، وأيديهم مكبّلة، وقد استعصت عليهم التأشيرة البيلاروسية، وفي صدورهم غصة لا تصفها الكلمات، بعد أن استعدوا وتهيأوا لحصد المزيد من الألقاب العالمية للوطن ولهم، لكن الوطن يرفض هداياهم، ويفتح ذراعيه لآخرين لم ولن يعشقوه كما يفعل هؤلاء الأبطال.