بعدما اعتمد في الأيام القليلة الماضية خطابًا أكثر جدية ورصانة للتحذير من مخاطر وباء كورونا، انقلب الرئيس ترامب مجدّدا وعاد لنشر معلومات طبية مضلّلة وتوجيه الانتقادات لكبير خبراء خلية مكافحة فيروس كورونا المستجد وانطلق في الحديث عن نظريات مؤامرة، حيث يقول خبراء من اليمين المتطرف، إن كورونا مفتعل لإلحاق الضرر بحملته الانتخابية.
وقد حذفت منصة تويتر في خطوة نادرة تسجيلًا مصوراً استخدمه الرئيس الأميركي كانت قد حذفته منصة فيسبوك مسبقاً، يقول فيه بعض الأطباء للأميركيين إن وضع الكمامات غير ضروري، وإن عقار هيدروسكي كلوروكين المضاد للملاريا يمكن أن يشفي المصابين بوباء كورونا.
كما منعت منصة تويتر دونالد جونيور، نجل ترامب والشخصية الفاعلة في حملة الرئيس الانتخابية، من إطلاق تغريدات مدة 12 ساعة بعدما حمّل نسخة من الفيديو.
وبين المجموعة التي تتحدّث في الفيديو طبيبة تدعى ستيلا إيمانويل تطرح نفسها أيضًا مدافعة عن اليمين المتطرف تؤمن بالشعوذة، وتدّعي الطبيبة التي تصف نفسها بأنها “فأس الله في ميدان المعركة” في الفيديو أن “الفيروس له علاج” هو هيدروكسي كلوروكين.
وخلصت أغلبية السلطات الطبية إلى أن عقار هيدروكسي كلوروكين لم تثبت فاعليته في معالجة المصابين بفيروس كورونا المستجد، بل يمكن أن يكون مضرًا، كما ألغت إدارة الأغذية والأدوية الأميركية في يونيو التصريح الاستثنائي المعطى لاستخدامه في علاج المصابين بكورونا، لكن ترامب دافع مرارًا عن هيدروكسي كلوروكين، معتبرًا إياه حلًا للأزمة، قائلا إنه تناول العقار أسبوعين على سبيل الاحتياط.
وفي سلسلة تغريدات أطلقها ليل الإثنين، أعاد الرئيس الأميركي تغريد محتوى يتحدث عن نظرية مؤامرة تلقى رواجًا لدى اليمين المتطرف، مفادها أن كبير خبراء خلية مكافحة فيروس كورونا المستجد الطبيب أنطوني فاوتشي، ساهم في تفاقم تفشي الوباء لإلحاق الضرر بحملة ترامب الانتخابية وفرص فوزه بولاية رئاسية ثانية في انتخابات الثالث من نوفمبر.
وصباح الثلاثاء، رد فاوتشي في تصريح لشبكة “ايه بي سي نيوز” الإخبارية الأميركية، أكد فيه أنه لا يكترث لتويتر، وقال: “أنا لا أغرد، ولا أقرأ التغريدات”.
وتابع فاوتشي الذي راكم عقودًا من الخبرة، لا سيما في ريادة حملة مكافحة مرض الإيدز من الثمانينيات: “لم أضلل الشعب الأميركي في أي ظرف، نحن وسط أزمة تتعلق بجائحة، وهذا ما تدربت عليه طوال مسيرتي المهنية”.
وأظهرت استطلاعات لآراء الناخبين تراجع التأييد لترمب، كما بيّنت أن أغلبية كبيرة باتت لا تثق بطريقة إدارة الرئيس لأزمة فيروس كورونا المستجد.