توقعُ “داعش القادم” في ليبيا
218 | ترجمة خاصة
أفاد موقع “ذي ناشيونال انترست” المختص بمتابعة الجماعات الإرهابية في مقال بقلم الكاتب “كولن كلارك”، بأنه مع أن دولة الخلافة التي حاول تنظيم داعش إقامتها في حالة دمار الآن، إلاّ أن الفكرة يمكن أن تنمو من جديد عن طريق أحد فروع التنظيم لتصبح أكثر فتكًا وقدرة مما كانت عليه خلال ذروتها في عام 2015، وأكد المقال أنه لا يوجد نقص في المتنافسين ليحلوا محل داعش كأخطر مجموعة إرهابية في العالم.
وأكد المقال أنه يمكن للعديد من العوامل أن تؤجج ظهور فرع جديد لداعش، بما في ذلك الضعف النسبي لقوات الأمن في المنطقة التي يعمل فيها الإرهابيون ودرجة توفر الملاذ الآمن، والسهولة النسبية التي يمكن بها للمجموعة تجديد مواردها.
وأورد المقال مثلا بظهور تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية بعد قرابة عقد من الزمان بعد طرد القاعدة التي يقودها أسامة بن لادن من أفغانستان وأجبرت على تحمل سنوات من حملة مكافحة الإرهاب المتواصلة التي شنتها الولايات المتحدة. تشكلت القاعدة في شبه الجزيرة العربية بعد دمج شبكات القاعدة السعودية واليمنية في عام 2009. وشكل هذا التنظيم تهديدًا كبيرًا أشار فيه مدير المخابرات الأمريكية السابق “ديفيد بترايوس” في إحدى المرات إلى صانع القنابل الرئيسي، إبراهيم حسن العسيري، بأنه “أخطر رجل في العالم”. وقد قُتل في ضربة طائرة مسيرة في اليمن في أغسطس الماضي.
ويرى المقال أن من الجوانب المهمة الأخرى لنجاح القاعدة في شبه الجزيرة العربية التطور المستمر للدعاية الجهادية والتواصل الإعلامي، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى ظهور رجل الدين الأميركي الراديكالي المولد أنور العولقي، الذي طور عملية العلاقات من بين الجهاديين قبل موته في 2011.
ويرى الكاتب أن اﻟوﺿﻊ ﻓﻲ ﻟﯾﺑﯾﺎ ﯾوﻓر أﻗرب ﻣﺎ يكون إلى اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﮭّﻟت ﺑروز اﻟﻘﺎﻋدة ﻓﻲ ﺷﺑﮫ اﻟﺟزﯾرة اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة ﻣﺎ ﺑﯾن ﻋﺎﻣﻲ 2009 و2015. ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى، وﻗد ﺗﮐون ﻟﯾﺑﯾﺎ اﻟﻣﻼذ اﻷﮐﺛر ﺧطورة ﻟﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﻘرﯾب. فالمنطقة مغمورة بالأسلحة، ولا توجد حكومة معترف بها تمثلها، ولا سلطة سيادية، وهي بمثابة نقطة محورية ومفترق طرق للجهاديين من جميع الأطياف، وتقع على بعد 200 كيلومتر عبر البحر الأبيض المتوسط من أوروبا.
وقال الكاتب إنه على الرغم من أن عدد المقاتلين المرتبطين بـ”داعش” في ليبيا بالمئات كما يُعتقد، إلا أن فرع داعش الليبي مرتبط بعمليتين خارجيتين رئيسيتين، ونجح في حصر الهجمات على الأراضي الأوروبية، بما في ذلك هجوم سوق عيد الميلاد في برلين في أواخر عام 2016 والتفجير المميت الذي وقع في مانشستر في عام 2017. كما أطلقت المجموعة هجمات إقليمية مدمرة في باردو وسوسة بتونس مع روابط إرهابية إلى ليبيا.
واعتبر أن ليبيا لا تزال بلدا في حالة من الفوضى المستمرة، حيث يقاتل العديد من الجهاديين، ويتعاونون في بعض الأحيان. والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن تنظيم داعش يحتفظ بكيانات متخصصة في ليبيا، بما في ذلك “لواء الصحراء” و”مكتب الحدود والهجرة”، المسؤول عن العمليات الخارجية واللوجستيات والتجنيد.