توتي يرحل عن روما مرتين
وهكذا أصبح الذئب منفردا.. وخرج عن القطيع بعد 30 عاما قضاها بين أسوار الأولمبيكو معقل روما الإيطالي.. فرانشيسكو توتي أسطورة الذئاب يترجل راحلا عن مسقط قدمه، وصانع سحره، ومخزن ذكرياته..
الملك بعد اعتزاله كرة القدم أبى أن يبتعد عن الجيالوروسي وظل قابعا هناك؛ ليصبح مديرا فنيا وكما كان يصرح في كل فرصة تتاح له: روما يسكن حنايا روحه، فلن يستطيع ترك كل تلك السنون ويغادر ..
اليوم ترجل صاحب التاج أسطورة الأولمبيكو، لكن في القلب ألف غصة.. لسانه يقول إنه قدم استقالته، والمعنى الذي يتخلل السطور يعوي كذئب جريح عُزل من المجموعة رغم أنفه..
القائد السابق والمدير الفني المستقيل عقد مؤتمرا صحفيا إبان إعلان النادي لرحيله أفرغ فيه كل ما كان يجيش في صدره، وأخرج مكنوناته أمام مصدح كان شاهدا على ألمه وحسرته، فبعد النتائج السلبية التي تكبدها فريق العاصمة الموسم الماضي واحتلاله المركز السادس في جدول ترتيب الدوري الإيطالي المؤهل لبطولة الدوري الأوروبي، ودربكة كبرى رجَّت أسوار العريق بدأت بإقالة إزيبيو دي فرانشيسكو وتعيين كلاوديو رانييري مدرباً مؤقتاً ثم يأتي الإعلان عن تنصيب البرتغالي باولو فونسيكا مدربا جديدا لموسم 2019-2020
المؤتمر الصحفي عنوانه الأبرز “روما الذي تعرفونه ولّى وانتهى”
توتي: أشكر مالاغو على استضافتي هنا.. اليوم أرسلت رسالة عبر البريد الإلكتروني إلى المدير التنفيذي لروما، لقد قدمت استقالتي من روما. كنت أتمنى ألا يكون هناك شيء، لكن وصل هذا اليوم المشؤوم نظراً للظروف وكذلك لم تتح لي الفرصة للتعبير عن عملي!
توتي: لا أعلم ماذا أقول، ما هو أكيد أنّ روما التي عرفناها وكبرنا معها منذ ثلاثين سنة إلى اليوم انتهت، وغدا روما أخرى سنحاول أن نعتاد عليها.. يجب ألا تكون هناك مجموعة تؤيد توتي أو بالوتا أو بالديني، يجب أن يتّحد الجميع لأجل حب هذه الألوان!
توتي: الرؤساء والمديرون جميعهم يذهبون لكن الأعلام لا .. كان اختياراً صعبًا جدًا. كنت أرغب دائمًا في رفع هذا الفريق وهذه الألوان وهذا النادي .. أرادوا تهميشي وإبعادي عن كل شيء، لم تتح لي الفرصة مطلقًا للمشاركة في مشروع تقني!
توتي: كانت السنة الأولى على ما يرام، والثانية كنت أعرف ما أريد القيام به ولم نساعد بعضنا البعض.. أشكر جماهير روما. كان هناك دائما الاحترام المتبادل. أقول لها أن تستمر في دعم هذا الفريق!
توتي: روما هي روما ومحبوها مختلفون. حب كبير لدرجة أنه لا يمكن أن ينتهي، هذا ليس الوداع، سأقول الى اللقاء .. بصفتي مديرًا ، كنت أتحدث عن أشياء مختلفة تمامًا. ثم تم تقديم العديد من الوعود ولكن لم يتم الوفاء بها!
توتي: إن إزالة الرومان من روما كانت دائمًا فكرة من شخص ما وفي النهاية نجح. منذ وصولهم، حاول الأمريكيون بكل طريقة وضعنا جانبًا، أرادوا وحصلوا على ذلك .. لم تكن هناك علاقة مع بالديني ولن تكون أبدا!
توتي: لقد اتخذت هذا القرار بسبب مشاكل داخلية، كان على أحدنا الخروج وتركهم جانباً .. كانت الكلمة الأخيرة دائما تصل من بالديني في لندن وهو يناقض ما أردت القيام به في تريجوريا .. نحن نعرف المشاكل الحقيقية للبيئة وخاصة بالنسبة للعب المالي النظيف!
توتي: لقد اتخذوا الخيار الصعب لبيع أشهر اللاعبين. يحتاج الناس إلى قول الحقيقة حتى لو كانت بشعة .. عندما قلت إن روما ستحتل المركز الرابع، أخبروني أنني غير كفء وأنني أترك الأحلام للاعبين والمشجعين. اعتدت أن أكون شفافًا، لا يمكنني البقاء هنا!
توتي: لقد اتخذت هذا القرار لأنني لم أستطع فعل أي شيء، لا سيما في المجال الفني، والذي أعتقد أنني أفهمه أكثر من الكثير من الأشخاص في التريجوريا!
توتي: عرض لشراء النادي من الخليج العربي؟ روما محبوبة ومحترمة في أجزاء كثيرة من العالم. يود الجميع أخذها وأعلم عن هذا، لكن لا يوجد أي شيء ملموس.. بدلاً من فصل نفسي عن روما اليوم كنت أفضل أن أموت، لكن من الأفضل أن يكون هذا هو خير لروما.
توتي: لم أتحدث قط عن المال. لقد طلبت أن أكون مديرًا تقنيًا، وليس لقيادة كل شيء، ولكن لتقديم مساهمة قوية من خلال وضع أنفسنا وجهاً لوجه!
توتي: أنا لم أذهب إلى لندن لأن كل شيء قد تقرر بالفعل، اتصلت بكونتي قبل الإنتر لإقناعه بتدريبنا لأنه الوحيد القادر على التغيير وعمل ثورة باستمرارية وكونتي وافق، لكنهم اختاروا فونسيكا. كيف لي أن أعمل وهنالك من يخرب عملي بشكل مستمر؟
توتي: المدير الفني مسؤول عن أي قرار فني. بعد اختيارهم لفونسيكا بعد تفاوضي مع كونتي كيف لي أن أدافع عن فونسيكا لو خسر مباراة أو في حال خيّب آمال الجمهور وأنا لم أكن وراء قدومه؟.. ساري كان خيار بالديني ولا أعلم كيف قام بالتقييم!
توتي: فينغا هو الوحيد في الإدارة الذي أخبرني أنه سيعمل معي كمدير فني. المدرب الوحيد الذي أحضرته معي هو كلاوديو رانييري الذي أشكره في العلن اليوم، رانييري كان سيأتي ولو مجاناً أيضاً. إنه رجل حقيقي، لم يطلب مني أي شيء، لا أموال ولا شيء آخر قال لي فقط: “أنا غداً في تريجوريا”.
توتي: هل يقول بالوتا الأكاذيب؟ قلت ما أعرفه، أعتقد أنها الحقيقة. ليس لدي أي سبب لقول أشياء زائفة.. لقد قدم لي فينغا الدور الفني قبل ثلاثة أشهر. من ناحية أخرى، كان هناك شخص يصنع العُقد . إذا كانوا قد اتصلوا بي قبل اختيار المدرب، وقتها قد تظهر ثقتهم بي!
توتي: فونسيكا مدرب رائع، مستعد. آمل أن يكون جيدًا مع روما، يجب أن يجد الطريق واضحة أمامه.. سأظل دائما من مشجعي روما، سأذهب إلى كورفاسود مع دانييلي!
توتي: إنها حقيقة الإدارة الأمريكية كان يمكن أن تفعل أكثر من ذلك. ثم هناك احتياجات مالية والفريق يعاني. من جهتي أنا دائما كنت حاضرا 101% .. لو كنت رئيسًا لروما ولدي رمزان مثل توتي ودي روسي فسأقدم كل شيء. لقد أحاط بالوتا نفسه بالأشخاص الخطأ واستمع لهم فقط، هذا ما يلام عليه!
توتي: طعنني أحدهم في تريجوريا. هناك من لا يريدني هناك. يوجد أشخاص يفعلون الشر في روما، لكن بالوتا لا يعرف أشياء كثيرة ويثق بالأشخاص الخطأ.. أعرف روما أكثر من جيوبي، ما يصل الى بوسطن لا يمثل إلا جزءاً بسيطاً من الواقع!
توتي: البريد الشهير لزعزعة روما؟ أنا أثق في دي روسي 100% وأنا متأكد من أنه لم يقل أو يفكر في تلك الأشياء.. إذا بقيت هذه الإدارة، آمل أن يتمكنوا من الفوز بما وعدوا به دائمًا .. قيل لي لقد كنت عبئا وهذا ما كان يؤلمني أكثر!
توتي: مستقبلي؟ سأقرر بعد شهر. أريد مشروعاً يثير حماسي وهناك عروض من أندية إيطالية كذلك.. فقط بالوتا من يمكنه الإجابة عما إذا كان هنا للأستاد أو لروما.
توتي: أشعر بشيء من الامتنان لبالوتا لمنحه لي فرصة لمعرفة الواقع من وجهات نظر أخرى، آمل أن يصل روما إلى أعلى مستوى ممكن، يجب عليه أن يستعيد ثقة الناس!
توتي: تاريخ اليوم؟ كان عشوائياً، لم أكن أعتقد أنني يمكن أن أكون هنا لأقول وداعًا بعد ثلاثين عامًا، ومع ذلك، يجب إعادة تشغيل مشروع روما. روما هي روما والباقي لا قيمة له!
توتي: رؤية اللاعبين يضحكون بعد الخسارة، أو المديرين التنفيذيين كذلك، هؤلاء الأشخاص هناك، لن أذكر أسماء أبدًا ، لكن يجب وضع روما أمام الجميع.
توتي: سأحترم شعبي دائماً وسيكون معي دائماً.. عدت من العطلة وعبّرت عن رأيي السلبي بشأن لاعب، لكن لم يتم أخذ رأيي في الاعتبار. لم أسمع مونشي بعدها.
توتي: نايجولان؟ لقد اتخذت موقفا قويا، لأجل أولئك الذين يرتكبون الأخطاء ، تحتاج في غرفة الملابس إلى الاحترام المتبادل وبدون ذلك لن تذهب إلى أي مكان.. دي فرانشيسكو طلب بعض اللاعبين ليخدموا خطته فجلبوا له صفر، كنت سأجلب أحد الأسماء من آياكس ولكن لن أذكر أحداً!
توتي: تبقى جماهير روما هي الأفضل على الإطلاق!
إذاً؛ رحل أسطورة الجيالوروسي لكن ليس كما أراد أو كما أراد له محبوه… ترك صاحب التاج عرشا كان متوجا عليه بحب ملايين الأنصار، وذهب مكرها لا بطل غير مطمئن على الصرح الذي قضى في أروقتهِ 30 عاما .. رحل توتي مثقلا بالآلام والأحزان وخرج للمرة الثانية من ناديه .. الأولى حينَ كان لاعبا واليوم وهو مدير فني.