تقرير: مهاجرون يُفضّلون الغرق في المتوسط على أن يحتجزهم خفر السواحل الليبي
نشر موقع marketresearchtelecast تقريراً سلّط الضوء من خلاله على ظاهرة الهجرة عبر المتوسط، واصفاً البحر المتوسط بأخطر طريق بحري للمهاجرين في العالم. حيث يفرّ آلاف الأشخاص يائسين من الحياة في بلدانهم الأصلية، وهرباً من الحروب والفقر والمجاعات والعنف وعدم المساواة، دون معرفة أين سيتجهون، وما إذا كان سيتم أسرهم أو إساءة معاملتهم، أو ما إذا كانوا سيموتون ببساطة في الماء.
وأضاف التقرير أن عدد النازحين قسراً بلغ عام 2020 في العالم 82.4 مليون شخص، وهو رقم قياسي كما هو مُبيّن في أحدث تقرير قدّمته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حيث أشار التقرير إلى أن الرقم ارتفع للعام التاسع على التوالي، وأنه على الرغم من تفشي وباء كورونا، فإن واحداً من كل 95 شخصاً قد أُجبر على الفرار من بلده.
وقد أصبح البحر الأبيض المتوسط أحد طرق الهروب الرئيسية إلى أوروبا لأولئك الفارين من أفريقيا والشرق الأوسط، وهي المناطق التي يوجد بها أكبر عدد من النازحين قسراً واللاجئين في العالم. وبحسب التقارير الواردة من منظمات إنسانية مثل الصليب الأحمر ومنظمة أطباء بلا حدود، فإن هؤلاء الأشخاص يدفعون ما يعادل 2000 دولار للمهربين حتى يتمكنوا من العبور.
ومنذ عام 2014، تم تسجيل ما لا يقل عن 22930 حالة وفاة أو اختفاء في البحر الأبيض المتوسط، بحسب استطلاع أجرته منظمة Missing Migrants Projects. وتُشير الدراسات التي أجرتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إلى أن ذروة عبور المهاجرين حدثت في عام 2015، عندما تمكّن 1،032،408 مهاجرين من عبور البحر الأبيض المتوسط. وحتى الآن هذا العام، وصل حوالي 110.000 شخص إلى أوروبا وتُوفي ما لا يقل عن 1589 مهاجراً أو اختفوا على طول الطريق.
ونظراً لأن الطريق بين ليبيا وإيطاليا، أو ليبيا ومالطا هو واحد من أقصر الطرق وأكثرها طلباً من قبل المهاجرين، فإن “أوروبا تدفع وتدعم خفر السواحل الليبي كي يتمكنوا من اعتراض المراكب وإعادتهم إلى أراضيهم”، حسب منظمة أطباء بلا حدود. وفي كثير من الأحيان يقومون باحتجاز المهاجرين في المياه الدولية، حيث لا سلطة قضائية تمنعهم.
ومع ذلك، يبدو أن النداءات الدولية ليس لها أي تأثير على القادة الأوروبيين، الذين حافظوا على مدى السنوات القليلة الماضية على موقف متردد تجاه استقبال المهاجرين، خاصة مع عودة ظهور الجماعات اليمينية. وفي ظل تقاعس السلطات الإيطالية والمالطية عن القيام بعمليات الإنقاذ، يبرز دور السفن الإنسانية المدنية، حيث تعمل سفن ما يُقدّر بنحو 10 منظمات بين الساحل الليبي وإيطاليا.
وحسب خوان جيل، من منظمة أطباء بلا حدود، فقد “أنقذت سفينة تابعة للمنظمة قبل أسابيع قارباً أقسم أفراده أنهم كانوا على وشك القفز في الماء قبل أن يتم احتجازهم مرة أخرى من قبل خفر السواحل الليبي، لقد فضّلوا ببساطة الموت على العودة إلى أراضيهم”.
وختم التقرير بالقول إنه طالما استمرت النزاعات المسلحة والحروب الأهلية والفقر وعدم المساواة والاضطهاد في أكثر مناطق العالم ضعفاً، فإن الهجرة لن تتوقف. ويتضح هذا من خلال الإحصاءات المذكورة من مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين والعديد من المنظمات الأخرى. وأيضاً من خلال قصص المهاجرين أنفسهم ممن نجوا من رحلة الموت في المتوسط.