تقرير بريطاني: السراج تراجع عن تنفيذ اتفاق أبو ظبي
أشار تقرير تحليلي أعده المعهد الملكي للشؤون الدولية “تشاتام هاوس” الذي يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرا إلى حالة الانقسامات الدولية بشأن الأزمة الليبية.
وأكد التقرير أن هذه الانقسامات تثير التساؤلات حول تواطؤ بعض الدول الخارجية وتكشف التناقض أو الاختلافات في الرأي داخل دول أخرى مبينا أن هذه الانقسامات تتسبب في عجز مجلس الأمن الدولي عن اتخاذ قرار حاسم بشأن الأزمة في ليبيا.
وأضاف التقرير أن عدم الاستجابة الدولية السريعة للأزمة الليبية ساهم في استمرار العنف لا سيما بعد زيادة الدعم الخارجي مؤكدا أن الجيش الوطني تمكن من تحسين الظروف الاقتصادية للبلاد بعد أن حرر الموانئ النفطية فضلا عن العمليات العسكرية التي قام بها في مدن درنة وبنغازي والجنوب.
وتطرق التقرير إلى المكاسب السياسية التي حققها قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر من دون أن يقدم أي تنازلات والتي منحته صفة التكافؤ مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج المعترف به دوليا مبينا أن هذا الأمر بان جليا منذ استضافة الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” للرجلين عام 2017 فضلا عن تحول قائد الجيش الوطني إلى عنصر محوري في مفاوضات السياسة.
وتناول التقرير ما حدث بعد الاجتماع الذي ضم المشير خليفة حفتر والسراج في أبو ظبي خلال العام الجاري الذي بدا وكأنه اتفاق بين الرجلين موردا تسريبات بشأن هذا الأمر الذي يمنح قائد الجيش الوطني السيطرة الفعلية على كافة القوات المسلحة والأمنية في البلاد ليتمكن بذلك من التأثير على مسألة اختيار مجلس رئاسي جديد مصغر.
وأضاف التقرير أن ما حصل على ما يبدو هو عدم تمكن السراج بعد عودته إلى العاصمة طرابلس من تمرير هذا الاتفاق بعد تعرضه لضغوط من أطراف فيها ربطت بشكل وثيق بين توقيت الصراع في طرابلس وتراجع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق عن الإيفاء باتفاق أبو ظبي الذي كان من المفترض أن يكون محورا للملتقى الوطني الجامع الذي كان من المؤمل انعقاده في مدينة غدامس ليصار بعد ذلك إلى تأجيله إلى أجل غير مسمى.