تقرير: المشري يدافع عن دور الإخوان المسلمين في ليبيا
ترجمة خاصة
تطرقت مجلة ناشيونال انترست الأميركية إلى الزيارة الأخيرة التي قام بها خالد المشري إلى الولايات المتحدة وقالت في تقرير تحت عنوان “كيف يرى المشري مستقبل ليبيا” إن ليبيا تناضل من أجل إقامة مؤسسات ديمقراطية بعد عقود من تعثر المجتمع المدني تحت قيادة القذافي.
وقالت إن خالد المشري، تحدث باستفاضة عن التحديات التي تواجه الديمقراطية الليبية الناشئة وأعرب عن تفاؤله الكبير بمستقبل ليبيا رغم اعترافه بالتحديات الهيكلية الكبيرة التي تواجه بلاده. وقال إن الأولوية القصوى هي إنشاء حكومة وحدة وطنية تعمل بموافقة الشعب الليبي تحت رعاية دستور ديمقراطي.
وذكر المشري أن أكبر قضية تواجه ليبيا حاليا ليست تقسيم السلطة بين الحكومة وسلطات الحكم المحلي أو حول تقسيم عادل للموارد الطبيعية الوفيرة في ليبيا، بل التنافس بين كيانين فدراليين للسيطرة على الحكومة المركزية. أي بين حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة ومجلس النواب الليبي الذي يرفض سلطة طرابلس.
وقال التقرير إن مجلس الدولة يتصارع مع المُشير خليفة حفتر وجيشه الوطني الليبي كما تواجه حكومة الوفاق تحديًا من قبل المليشيات المختلفة والجماعات المتطرفة التي تحاول العمل خارج نطاق سيطرة طرابلس. وتشير المجلة إلى أن المشري لم يتحدث إلا القليل عن حفتر وبدلاً من ذلك، ركز بشكل أوسع على الحاجة إلى المصالحة بين طرابلس وطبرق والتحديات التي تواجه غرب ليبيا.
وحول موضوع هذه الجيوش المتنافسة، أعرب المشري عن خيبة أمله من رفض حكومة طبرق لمبادراته من أجل الحوار. ومع ذلك، ظل متفائلاً بأنه على الرغم من التوترات المستمرة ، فإن الطرفين مقتنعان الآن بضرورة وضع حد للعنف.
وقد أعرب المشري عن بعض التفاؤل في آفاق المصالحة في نهاية المطاف مع مختلف الميليشيات. بالنسبة للمشري، فهذه المجموعات موجودة بسبب ضعف الحكومة المركزية وشدد على أن المليشيات المختلفة ترغب في الشرعية وفي فرصة لعب دور في ليبيا، مما يخلق انفتاحاً محتملاً لهم للانضمام إلى الجيش الليبي.
كما ناقش المشري الوجود المستمر للجماعات الإرهابية مثل داعش والقاعدة في جنوب ليبيا، وزيادة الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر، وانتشار الأسلحة في جميع أنحاء البلاد. حيث يوجد أكثر من 23 مليون قطعة سلاح متداولة. وأنه فقط من خلال إنشاء جيش ليبي قوي موحد تحت سيطرة حكومة مركزية واحدة منتخبة شعبياً ومعترف بها دولياً ، يمكن لليبيا أن تعالج حقا الفراغ الأمني المستمر في البلاد.
وقال تقرير المجلة إن التحديات الأمنية في ليبيا تمتد إلى أبعد من الانقسامات الداخلية وإن كلا من المشري وعيسى التويجر، وزير التخطيط السابق في ليبيا والعضو في وفد المشري، أكدا على ضرورة أن تحدَّ القوى الأجنبية من تدخلها في الشؤون الداخلية لليبيا. وشدد الوفد الليبي على أنه في الوقت الذي تضطلع فيه ليبيا بدور أكبر في المجتمع الدولي ، فإنها تحتاج إلى تكوين شراكات مع جهات فاعلة إقليمية ودولية بدلاً من النظر إليها كدولة مهيأة للقوى الأجنبية للتدخل من أجل تحقيق مصالحها الخاصة.
كما تحدث المشري ووفده عن التحديات الاقتصادية التي تواجه ليبيا التي تعاني مؤسساتها الاقتصادية من الإهمال الشديد بعد عقود من نظام القذافي، ووصف المشري النفط بأنه “بركة ونقمة” للتنمية الاقتصادية في ليبيا لأن الاعتماد على عائدات النفط حفّزَ لفترة طويلة إهمالَ قطاعات أخرى من الاقتصاد.
وأخيراً؛ ناقش المشري قضايا شخصية تتعلق بالدور الأيديولوجي والهوية في السياسة الليبية.
وعندما سئل عن استقالته الأخيرة من جماعة الإخوان المسلمين، وهي جماعة دينية أصبحت نشطة بشكل متزايد في السياسة الليبية، دافع عن دور المنظمة في المجتمع الليبي. ومع ذلك، أكد المشري على أن قراره بمغادرة الإخوان ولد من رغبة في تمثيل الشعب الليبي بشكل أفضل.
يُذكر أن المشري هو أحد الأعضاء المؤسسين لحزب العدالة والتنمية، المرتبط ارتباطًا وثيقًا بالإخوان المسلمين. وسارع المشري إلى ملاحظة أن أقل من 20 في المائة من أعضاء حزب العدالة والبناء ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين. وأكد المشري على الحاجة إلى وضع الخدمة العامة فوق الأيديولوجية وأن هذا أمر ضروري لتعزيز المصالحة.
ويختم التقرير بالقول إن رسالة المشري حول المصالحة والوحدة كانت بمثابة خيط مشترك للمناقشة وإنه أكد أن وفده يضم أعضاء من خلفيات عرقية متنوعة ومجالات خبرات جميعهم ملتزمون بالقضية الوطنية العامة.
ويقول التقرير في النهاية: مع ذلك، من العدل التساؤل إلى أي مدى يعكس حديث المشري عن الوحدة الحقائق على الأرض أو حتى موقف حكومته. وبينما قد يبرهن تفاؤل المشري في المستقبل السياسي لليبيا على المدى الطويل، فإن الانقسامات الداخلية في ليبيا، والتحديات الهيكلية عميقة الجذور، وقضية القوى الخارجية التي تتنافس على النفوذ داخل حدودها، سيكون من الصعب التغلب عليها في المستقبل المنظور.