تقرير: الدبيبة مخنوق مالياً.. وصنع الله يزيد الضغط
قال موقع أفريكا إنتلجنس في تقرير له إن المؤسسة الوطنية للنفط، بدأت وبدعم ضمني من واشنطن، بقطع الإمدادات المالية عن حكومة عبد الحميد الدبيبة.
وأضافت مصادر الموقع أن مصطفى صنع الله رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط يتابع بالفعل الطلب الذي قدمه رئيس مجلس النواب عقيلة صالح في العاشر من مارس الجاري بتعليق مدفوعات عائدات النفط إلى مصرف ليبيا المركزي، ويُعتقد أن ما بين 3 و 4 مليارات دولار قد تراكمت بالفعل في حساب المؤسسة الوطنية للنفط لدى البنك الليبي الخارجي الذي احترم القرار، رغم أنه تحت إشراف مصرف ليبيا المركزي.
ولطالما سعى صنع الله إلى استخدام هذه الأموال بحرية أكبر من أجل تمويل الصيانة والاستثمارات الجديدة في البنية التحتية للنفط والغاز في البلاد، وهي القضية التي دفعته بالفعل إلى الصدام مع الكبير ورئيس الوزراء السابق فايز السراج، وأخيراً مع خصمه الأبرز وزير النفط محمد عون، دون نسيان أن صنع الله قريب أيضا من باشاغا، وتربطهما صلة بعيدة كأولاد عمومة، حسب التقرير.
وأضاف التقرير أن تجميد عائدات النفط يعتبر خبراً سيئا للغاية بالنسبة للدبيبة الذي زاد من إنفاقه من أجل ضمان بقائه في السلطة. بما في ذلك منحة الزواج للشباب، وإنشاء صندوق إعانات جديد لجرحى الحرب، وتقديم الدعم المالي للسلطات المحلية، ومؤخراً، الإفراج عن المخصصات العائلية مع بداية شهر رمضان.
كما يستعمل الدبيبة تلك الأموال في تمويل المجموعات المسلحة التي تحمي وجوده في طرابلس، وذلك من خلال اتفاق تم التوصل إليه بمجرد وصوله إلى السلطة مع الكبير الذي فتح خزائن مصرف ليبيا المركزي أمام الدبيبة، من أجل التمسك بمقعده الاستراتيجي للغاية.
وفي وسط هذا الصراع الجديد على السلطة، سيتمكن صنع الله من الاعتماد على دعم الولايات المتحدة، التي تبذل كل ما بوسعها لزيادة إنتاج النفط لوقف ارتفاع الأسعار الناجم عن الصراع الروسي الأوكراني، ولتعزيز إمدادات أوروبا من غاز غير روسي.
بدوره، استطاع الصديق الكبير أن يختبر بنفسه الضغط الأمريكي خلال زيارته لواشنطن في الفترة من 7 إلى 11 مارس الجاري. ورغم أن تصريحاته تركزت بعد الزيارة على اجتماعاته مع المسؤولين الماليين في الولايات المتحدة، إلا انه كان أقل صراحة بشأن محتوى مناقشاته مع نائب مساعد وزير الخارجية بوزارة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، جوي هود، ومع مكتب شمال أفريقيا والشرق الأوسط بوزارة الخزانة الاميركية. كما أشار التقرير إلى أنه تعرض لضغوط كبيرة للنأي بنفسه عن الدبيبة، وليحد من تدفق الأموال إليه. كما تم اطلاعه على مطلب الولايات المتحدة لتسريع إعادة توحيد مصرف ليبيا المركزي كخطوة لا غنى عنها في حل الأزمة السياسية. وهو ما بدأ بشكل جدي لأول مرة في يناير الفائت برعاية شركة ديلويت الاستشارية.