تقديرات تكشف عن “الجنرال الحقيقي” الحاكم لليبيا
218TV.net خاص
إذا كان “حجم النفوذ” هو الذي يعطي ميزة السيطرة على الآخرين ساسة وعسكر وأمنيين، وحتى تُجّار حروب، فإنه وفقا لهذا الاعتبار يصبح موقع “فيسبوك” هو الجنرال الأقوى الأعلى صوتا، والسياسي الأكثر نفوذا، لكن في ظل ما تعانيه ليبيا من أوضاع سيئة ومتردية فقد تمكن “فيسبوك” في ليبيا من أن يجمع بين قوة النفوذ والصوت العالي للساسة والعسكر، إذ يمكن وصفه بأنه “الجنرال السري” الذي يحكم ليبيا، فلا صوت يعلو فوق صوته.
فيكفي أن تُنْشر صورة واحدة أو معلومة واحدة، حتى تجدها قد انتشرت بقوة يصعب تفسيرها أو تحليلها بين ملايين الليبيين الذين غالبا ما يبيتون داخل البيت الأزرق لـ”جنرالهم الأقوى” الذين يستظلون ظله في الأحداث الدامية والعصيبة التي تشهدها مدن ليبية بين حين وآخر، إذ أن ساسة كثر قد عينوا مستشارين لهم للتعاطي مع ما يُنْشر على صفحات “الجنرال الأزرق”، الذي لم يعد يتثاءب كثيرا في ظل ما تشهده ليبيا، إذ يمكن إضافة لقب “الحكومة الرابعة” إلى فيسبوك، بعد “الوفاق” و “الإنقاذ” و “المؤقتة”، إذ يملك فيسبوك ليبيا ما هو أكبر وأقوى من الجيوش والمجموعات المسلحة.
واقع الحال في ليبيا اليوم أن “الحكومة الرابعة” أو “الجنرال الحاكم” قد أصبح هو المُسيطِر فعليا على وسائل الإعلام على اختلافها التي يصعب عليها التحرك بمراسلين وكاميرات على الأرض، إذ أن كثير من المعلومات التي “تُخصّبها” القنوات التلفزيونية الليبية، وتتعاطى معها، هي معلومات سمح “الجنرال الأزرق” بتمريرها على صفحاته، لتتطاير فورا إلى الملايين بـ”كبسة زر”.
نقطة الضعف الوحيدة التي يعاني منها “الجنرال الأعلى صوتا” تتمثل في “مصداقية” ما يسمح بتمريره أو “تطييره إلى الفضاء”، إذ أن “فيسبوك” هو ميدان يتسع كل لحظة لكل من يستطيع أن يخط سطرا أو يلتقط صورة، أو حتى ل”مُتداوِل” السطر أو الصورة معا، إذ أن مصادقة “الجنرال الأزرق” لهؤلاء على استخدام صلاحياته هو أمر أسهم في “تمزيق ليبيا”، والإسهام في تردي الأحوال العامة في بلاد تحررت للتو من سطوة “عقيد” عاث في البلاد فسادا.