تفجيرات ليبيا.. بين الإرهاب ورافضي الانتخابات
تزايدت التفجيرات التي شهدتها ليبيا خلال الفترة الأخيرة، وحصدت أرواح العشرات من الأبرياء، ومنها ما تبناه تنظيم داعش الإرهابي، والآخر بقي مسجلا ضد “مجهول”.
ويرى متابعون للشأن المحلي أن تسارع تدهور الملف الأمني يصب أولا في صالح الجماعات الإرهابية التي تلقت ضربات موجعة في المدن التي كانت تسيطر عليها، وثانيا تستفيد منه أطراف ترى في تحسّن الأمن وإجراء الانتخابات نهاية لوجودها على الأرض، خاصة أن مقر المفوضية العليا للانتخابات كان من بين الأهداف.
وفي البعد الثاني يُرجّح المتابعون أن تكون هذه المحاولات بمثابة انتحار سياسي، حيث أن الإرادة الشعبية ظهرت جليا في الرغبة الحقيقة بالاتجاه نحو الاستقرار وإجراء انتخابات تطوي معها صفحة سوداء استعصت على الطي خلال السنوات الماضية.
ويؤكد المتابعون أن إثارة الملف الأمني من جديد في مناطق تعتبر نسبيا بعيدة عن خطوط التماس والمعارك، يقصد منه بعث رسالة أن ليبيا غير جاهزة لإجراء الانتخابات، وأن “حمام دم” يمكن أن يحصل في حال أصرت الأمم المتحدة على تلك الخطوة.
وبشأن الحلول المقترحة لتجاوز هذه المشكلة، يقول المتابعون إن تكاتف الأجهزة الأمنية وتبادل كثيف للمعلومات خلال الفترة الحالية من شأنه الحد بشكل كبير من هذه الخروقات الأمنية، بالإضافة إلى البحث عن “هدنة عسكرية” في جميع المناطق وبتحقيقها تستطيع الأطراف الليبية والأمم المتحدة أن تُلملم الأرواق الأمنية سريعا كخطوة أولى في سبيل القول أن إجراء الانتخابات أمر ممكن على الأرض.