تفاصيل “تحرير صبراتة”.. وحقيقة ما حدث في المدينة
في البدء:
في 11 من أغسطس، من فجر اليوم الجمعة في مدينة صبراتة، قامت مجموعة مسلحة خارجة عن القانون باستهداف أحد التمركزات العسكرية التابعة لـ”غرفة عمليات محاربة تنظيم الدولة صبراتة”، وهذا وفق ما أعلنته الغرفة في ذات اليوم.
وأعلنت الغرفة في إدارج لها على صفحتها الرسمية، على الفيسبوك، بأنها “لن تتهاون مع أحد وردها لن يكون إلا قاسياً وما هذه الحادثة إلا خير دليل”
وفي السابع عشر من سبتمبر، نشرت الغرفة صورة تعبيرية وعليها جملة: ” نحن لا ندعو للحرب ولكن لابد من الضرب على يد المارقين”، وأكدت بعدها على “حقن دماء أبناء مدينة صبراتة وأنها مع التهدئة التي اتفقت بخصوصها مع الوفد المفاوض من قبل أعيان المدينة”
وأضافت” بما إن المليشيات لم تمتثل لنداءات التهدئة فإن الغرفة لن تتوقف عن دك معاقل المليشيات حتى تقضي عليها”.
واندلعت الاشتباكات المسلحة في مدينة صبراتة، بين غرفة عمليات تحرير داعش و “كتيبة أنس الدباشي” التي يترأسها أحمد الدباشي الملقب بـ”العمو”، ودخلت المدينة في صراع مسلح بأسلحة متوسطة وثقيلة، أدّت إلى نزوح الأهالي من مناطقها، بعد أن سقطت قذائف عشوائية على المنازل والمحال التجارية ومؤسسات المدينة.
ولم تهدأ الغرفة في “حربها” على كتيبة الدباشي، ولم تقف عند الاشتباك المسلح معها، بل عمِلت على نشر مقاطع فيديو لعناصر ألقت القبض عليهم، يتبعون “العمّو” كشفت عن حقائق جديدة ومثيرة في هذه الحرب، وأهمها أن هؤلاء الذين قاتلوا مع “العمّو” كانوا يقاتلون سابقا في صفوف ما يعرف بـ”شورى بنغازي” ولهم علاقات قوية بتنظيم “داعش” بالمنطقة الغربية.
تفاصيل أكثر
في السابع عشر من يوليو، أغتيل مدير الأمن المركزي بصبراتة سامي الغرابلي، وبعدها تم تشكيل لجنة لضبط الأمن بالمدينة، وكردة فعل على عملية الاغتيال، تم تشكيل لجنة مكونة من آمر غرفة عمليات مكافحة داعش وعميد بلدية صبراتة وما يعرف بالمجلس العسكري بالمدينة، وكذلك مدير مديرية أمن صبراتة.
وتمركزت قوات غرفة عمليات تنظيم داعش في بعض المواقع ، وتحديدا بالقرب من مصرف الجمهورية وسط المدينة وبالبوابة الشرقية المحاذية لمدينة صرمان.
فشل محاولات التهدئة
ومع الأيام اتسعت دائرة الاشتباكات لتشمل كامل المدينة ، وحاولت بعض الجماعات المسلحة دعم كتيبة “أنس الدباشي” التي يترأسها “العمو”، وكانت كتيبة “الفاروق” في مدينة الزاوية حاولت الدخول إلى مدينة صبراتة، مع بعض الجماعات المسلحة الأخرى، من طرق فرعية، بعد أن منعت الجهات الأمنية في مدينة صرمان ، مرور أي كتائب مسلحة إلى مدينة صبراتة، من الطريق الساحلي.
ورغم محاولات التهدئة من بعض الحكماء والأعيان إلا أنها باءت بالفشل واستمرت المواجهات بين الطرفين وأدّى بعدها، إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى.
إعلان التحرير
في السادس من شهر أكتوبر أعلنت غرفة محاربة داعش في صبراتة، “تحرير” المدينة بشكل كامل من الجماعات المسلحة.
وفي اتصال أجرته قناة 218، اليوم، مع مدير مكتب الإعلام لغرفة عمليات محاربة داعش صالح قريصيعة في صبراتة ، ذكر إن أحمد الدباشي الملقب بـ”العمو” أحرق بيته والبيوت القريبة منه قبل فراره من المدينة.
وأضاف قريصيعة إن الغرفة تتواصل مع كل العسكريين لأجل القبض على الجماعات التي فرّت من المدينة
وأكد مكتب الإعلام للغرفة في وقت سابق، أن عناصر الغرفة يعملون على تأمينها بعد أن بسطت سيطرتها.