تعرّف على “الليالي البيض” و “الليالي السود” في ليبيا
أفادت جمعية رؤية لهواة الفلك، المهتمة بملفات المناخ والطقس في ليبيا، أن تصنيف ليالي الشتاء في الموروث الفلكي الشعبي الليبي، يبدأ من “أربعينية الشتاء أشد أيام الشتاء برودة ومن اسمها سنعرف أن مدتها 40 يوماً وقسمها أجدادنا قديماً”.
وأشارت في توضيحها، إلى مسميات مختلفة، عُرف من خلالها، الأوقات والأسماء.
وأوضحت الجمعية : “تبدأ يوم 25 ديسمبر من كل عام وتنتهي في اليوم الثاني من شهر فبراير وتتميز هذه الليالي ببرودتها الشديدة نهاراً ومساءً، واستمرار هطول أمطارها إن أمطرت، وتشكل الندى فجراً، وخروج البخار من الفم، وسقوط أوراق الشجر وتنقسم على النحو الآتي:
1 – الليالي البيض مدتها 20 يوماً يشتد فيها البرد وتكثر فيها العواصف وتحس فيها بدخول فصل الشتاء الذي يباغتك برده في العظام وتنقسم هذه الليالي إلى:
* الكوالح مدتها 10 ايام وتبدأ يوم 25 ديسمبر ( 12 ) وتنتهي يوم 3 يناير ( 1 )
* الطوالح مدتها 10 ايام وتبدأ يوم 4 يناير ( 1 ) وتنتهي يوم 13 يناير ( 1 )
2 – الليالي السود وقد سُمّيت بهذا الاسم نظراً لأنها عادة ما تكون ليالي جامدة شديدة البرودة يقترب فيها الناس من مواقد النار وأجهزة التدفئة، وبالرغم من قوة الاسم إلا أن الناس تفاءلوا بها خيراً ويردد كبار السن مطلع هذه الليالي «الليالي السود ايفتح فيها كل عود»، حيث تأخذ كل المزروعات أشكالها وتبرز زهورها خلال هذه الفترة لكي تواصل نموها بقية فصل الشتاء وتنقسم إلى :
* الموالح ومدتها 10 ايام وتبدأ يوم 14 يناير ( 1 ) وتنتهي يوم 23 يناير ( 1 )
* الصوالح ومدتها 10 ايام وتبدأ يوم 24 يناير ( 1 ) وتنتهي مساء يوم 2 فبراير ( 2 )
وبذلك يكون مجموع ليالي الشتاء الباردة 40 ليلة، تليها عشر ليال يتقلب فيها الطقس فعادة تكون دافئة وعادة تكون باردة وتعرف هذه الليالي باسم” العزازة “، ثم تتبعها ثلاث ليال شديدة البرودة تبدأ يوم 12 فبراير ( 2 ) وتنتهي يوم 14 فبراير ( 2 ) وتعرف باسم قرة العنز.
ويعتبر شهر يناير أشد أشهر العام برداً وأكثر تساقطا للأمطار وهناك عدة امثال شعبية حوله نذكر منها قول الشاعر ( الل ما ايجيبها اي النار فحل الشتاء بالعوايد ما ايجيبا مارس او فورا الي متكفياتهن صهايد ) أي أن الأمطار وموجة البرد التي نراها في شهر يناير ﻻيمكن ان نراها في شهري فبراير و مارس التي تعقبها ارتفاع سريع في الحرارة وهبوب الرياح الجنوبية ” القبلي “
ونظراً لارتباط الموروث الشعبي بالهوية الوطنية، فإننا ارتئينا تذكيركم بهذا الموضوع للتعريف بموروثنا الشعبي الذي نشأ وانتشر في وقت سابق وبدأ يندثر في عصر علوم الفضاء والتكنولوجيا”.