تطور خطير.. ليبيون يفرون من “الموت” إلى أوروبا (تحقيق)
(رويترز)- قبل غروب الشمس على البحر المتوسط يوم السبت رصد المنقذون قاربا خشبيا صغيرا في الأفق تبين أنه يحمل خمسة شبان ليبيين فارين من العنف كانوا يلوحون بأذرعهم طلبا لإنقاذهم.
انتشلهم طاقم السفينة سيفوكس وأعطاهم الماء والكسكسي وشرح أحد الشبان ويدعى حمزة التكبالي لماذا فروا من البلاد.
قال لرويترز وهو ينتظر نقله إلى سفينة تابعة لخفر السواحل الإيطالي “ليبيا بشعة”. وأضاف “إذا لم تقتل يقتلونك” مشيرا إلى أنه يخشى إعادته إلى بلاده. تدير منظمة (سي-آي) الإنسانية السفينة سيفوكس التي حملت الشبان إلى كاتانيا في إيطاليا يوم الأربعاء بالإضافة إلى 16 ليبيا انتشلتهم يوم الأحد.
وطبقا لأرقام رصدتها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وصل نحو 800 ليبي هذا العام إلى إيطاليا بحرا وهو ما يزيد عن ضعف عدد من وصلوا طوال عام 2016.
وهذا عدد لا يذكر بالنسبة لأكثر من 100 ألف مهاجر من غير الليبيين وفدوا إلى إيطاليا قادمين من ليبيا منذ يناير لكنه ينبئ بأن الأوضاع بالنسبة لليبيين تتدهور داخل بلدهم.
يواجه المهاجرون من أجزاء أخرى من أفريقيا الذين يسافرون عبر ليبيا في طريقهم إلى أوروبا ظروفا مروعة.
قال ماركو روتونو الذي يراقب المهاجرين الوافدين ويعمل لحساب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في صقلية “في الشهور القليلة الماضية رأينا المزيد من الليبيين”.
وأضاف “يشيرون في معظم الأحيان إلى الانفلات الأمني باعتباره السبب وراء رحيلهم. يتحدثون عن قتال وخطف وفدى وسطو مسلح”.
وكثيرا ما تخطف العصابات الناس للحصول على فدى كما يتكرر انقطاع الكهرباء والمياه أما الخدمات الصحية ففي حالة سيئة ويضطر السكان في معظم الأحيان للوقوف في طوابير على مدى أيام لسحب الأموال من البنوك بسبب أزمة السيولة.
مساعي السلام
تبذل الأمم المتحدة جهودا جديدة لإنهاء الصراع الذي فتح الطريق للإسلاميين المتشددين وعصابات التهريب المسلحة التي أرسلت مئات الآلاف من المهاجرين إلى أوروبا.
في منتصف سبتمبر اندلع قتال في صبراتة وهي مركز لتهريب البشر على الساحل الغربي بعد أن بدأت جماعة مسلحة في منع قوارب المهاجرين من المغادرة وهو ما دفع مجموعة منافسة من البلدة للرد. وبلغ عدد القتلى 26 من المدنيين والمقاتلين بينما كان عدد المصابين 170 حتى يوم الجمعة.
ويشن مقاتلو داعش هجمات في ليبيا أيضا منها هجوم يوم الأربعاء قتل فيه أربعة وأصيب 39 على الأقل.
وتقول مفوضية شؤون اللاجئين إنه لا يزال هناك أكثر من 217 ألفا من النازحين داخل ليبيا وما يزيد على 278 ألفا أعيدوا إلى ليبيا مؤخرا ويعتبر وضعهم مثيرا للقلق.
ترك التكبالي بلدته ككلة التي تقع جنوب غربي طرابلس وقال إن العودة إليها تنطوي على مخاطر جمة.
قال صديقه رأفت الذي اكتفى بذكر المقطع الأول من اسمه إنه فر من ليبيا بعد أن خطفته جماعة مسلحة عام 2016. أطلقت الجماعة سراحه بعد تسعة أيام حين دفع والده فدية قيمتها 120 ألف دينار (87600 دولار) لكنه يخشى أن يتعرض لنفس الموقف مرة أخرى.
قال شاب ثالث يدعى علاء (24 عاما) إنه عانى من الاضطهاد في ليبيا لأن والده حارب في جيش القذافي.
قال التكبالي إن خمسة من أصدقائه خططوا للسفر لمدة شهر وانطلقوا من على شاطئ بين صبراتة وزوارة بعد أن دفعوا خمسة آلاف يورو (5888 دولارا) لمهربين للحصول على القارب والمحرك الصغير.