تصعيد يُهدد مسار الانتقال السياسي في السودان
استبقت عناصر من قوات الدعم السريع التابعة للجيش السوداني استئناف جولة جديدة من المفاوضات بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير بتصعيد ميداني أطلقت خلاله النار على المتظاهرين بمحيط ميدان الاعتصام القريب من القيادة العامة للجيش لتوقع 8 جرحى.
وأفاد قيادي بالمعارضة السودانية، مساء الأربعاء، أن المجلس العسكري أبلغهم بتعليق المفاوضات التي كان من المتوقع عقدها اليوم ولم يحدد موعدا لاستئناف التفاوض.
ورأى مراقبون أن هذا التصعيد محاولة واضحة لإجهاض المباحثات المنتظرة والتي تمثل نقطة حاسمة في مسار الانتقال السياسي في البلاد والتي هي استمرار لحوار بدأ أول أمس الثلاثاء، أفضى لاتفاق على فترة انتقالية من ثلاث سنوات يتم بعدها تسليم السلطة بشكل كامل إلى مسؤولين مدنيين منتخبين.
وفي تعليقه على الأحداث طالب تجمع المهنيين السودانيين في بيان له من المواطنين في العاصمة وضوحيها بمساندة المعتصمين والالتحاق بالاعتصام أمام مقر الجيش، ودعا التجمع في بيان المتظاهرين إلى التحلي بالهدوء وضبط النفس والتمسك بالسلمية التامة بعيدا عن أي مواجهات مع أطراف أخرى.
يذكر أن المجلس العسكري أعلن ليل الأربعاء أنه تم الاتفاق على أن تكون الفترة الانتقالية لتسليم السلطة 3 سنوات، تخصص الأشهر الستة الأولى منها لأولوية التوقيع على اتفاقيات السلام ووقف الحرب في أرجاء البلاد.
ويفترض أن يستكمل الاتفاق بتشكيل مجلس السيادة المؤلف من عسكريين ومدنيين يتولى الحكم بجانب مجلس وزراء.
وأثار الاتفاق موجة من الاحتفالات في صفوف السودانيين المرابطين في الشوارع من السادس من ابريل مطالبين بنقل السلطة إلى المدنيين واعتبروه انتصارا لثورتهم السلمية، غير أن المستجدات المتسارعة قد تدفعهم للتفكير مرة أخرى في مدى جدية الأطراف على تنفيذ هذا الاتفاق والسير بالبلاد نحو دولة مدنية ديمقراطية كما يأمل كثيرون.