تصاعد الخلافات الأوروبية – التركية حول الملف الليبي
سلّطت تقارير صحيفة على الخلافات الأوروبية مع تركيا، حول الملف الليبي، وتأثيرها على المشهد العام للعلاقة التي تربطها مصالح اقتصادية وسياسية.
وأضافت تقارير صحفية، أن مؤتمر برلين كان البداية الفعلية لهذا الخلاف الكبير، بعد إخلال تركيا بتعهداتها بالتوقف عن توريد الأسلحة والمرتزقة إلى طرابلس لدعم حكومة الوفاق في مواجهة الجيش الوطني الليبي.
وأشار تقرير لصحيفة “اندبندنت عربية”، حول الأزمة بين أوروبا وتركيا، إلى السجال الذي بدأ بين الرئيسين التركي رجب أردوغان والفرنسي إيمانويل ماكرون، حول نقل المرتزقة واتهام تركيا بإغراق ليبيا بالمسلحين الأجانب، والذي جعل أردوغان، يردّ على الرئيس الفرنسي، ويتهمه أن سياسة باريس وتعاملها مع ليبيا في العام 2011، هو ما جعل منها بؤرة للصراع الداخلي والخارجي.
تصاعد الأزمة الأوروبية التركية، خرج على العلن وتأثرت بهِ بلدان عدة، منها الجزائر، التي نفت تصريحات أردوغان، الذي حاول إقحام الجزائر في صراعها الأوروبي، وأوضحت أن تصريحات الرئيس التركي، حول مقتل خمسة ملايين جزائري على أيدي الاستعمار الفرنسي، خرجت عن سياقها.
وأشارت الرئاسة الجزائرية في بيان لها، “وبداعي التوضيح تشدد الجزائر على أن المسائل المعقدة والمتعلقة بالذاكرة الوطنية التي لها قدسية خاصة عند الشعب الجزائري هي مسائل جد حساسة لا تساهم مثل هذه التصريحات في الجهود التي تبذلها الجزائر وفرنسا لحلها”.
أما عن الدعم الدولي لحكومة الوفاق ورئيسها فائز السراج، فقد أخد منحًا جديدا، بعد إخضاع السراح للتفتيش الدقيق في مطار باريس، بعد وصوله من الكونغو بعد مشاركته في القمة الأفريقية.
وأفادت مصادر مطلعة، بحسب صحيفة “اندبندنت عربية”، أن سفارة حكومة الوفاق في باريس، قدمت مذكرة احتجاج إلى وزارة الخارجية الفرنسية، اعتراضا على معاملة فائز السراج في مطار “شارل ديغول”.
ورجّح مراقبون، أن هذا التصرف، يوحي إلى أن سياسة باريس، تتجه للتخلي عن دعمها واعترافها بحكومة الوفاق، في الفترة المقبلة، إن واصلت حكومة الوفاق مخالفة ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر برلين.
ودخلت قياة القوات الأميركية في أفريقيا “أفريكوم”، على خط الأزمة الأوروبية، بموقف المتضامن مع الاتحاد الأوروبي، بعد انتقاد قائد القوات الأمريكية في أفريقيا، الجنرال ستيفن تاونسند، نشر تركيا قواتها في ليبيا، واصفا إياه بأنه يهدد بتصعيد كبير للصراع في ليبيا.
وأشار تاونسند في بيان له أن “القتال المستمر في البلاد جعل المجتمع الدولي مشلولاً لتحقيق تقدم حقيقي باتجاه حل سياسي”.
وأعرب قائد قياة القوات الأميركية في أفريقيا “أفريكوم”، عن مخاوفه، بعد وصول روسيا إلى ليبيا واقترابها من مصادر النفط فيها، في غياب واشنطن والناتو.
ولم تخفي الصحافة التركية، أزمة الصراع التركي الأوروبي، وتحديدا مع فرنسا، وبدأ واضحا في عناوينها التي انفردت بانتقاد سياسة الرئيس الفرنسي، والتي منها صحيفة يني شفق، التي عنونت بـ “حسابات ماكرون القذرة” في الشرق الأوسط، وأفردت مساحة على موقعها الإخباري، على أنها تتسبب في تعميق أزمات الشرق الاوسط وأفريقيا، عبر تدفق السلاح الفرنسي.