“تسليع وتقزيم” المرأة.. وجبات وهدايا ونُكات
218TV| خاص
أسوة بكل المناسبات الاجتماعية والعالمية التي تتخذ “طابعاً رمزياً” حلّ يوم المرأة العالمي الخميس، الذي يصادف الثامن من مارس كل عام ليعيد “انتفاضة التُجّار” كل حسب الخدمة أو السلعة التي يبيعها في محاولة لتطويع هذه المناسبة الإنسانية الرمزية لغايات تحقيق “أرباح أكثر” عبر تقديم إغراءات تجارية لهذه المناسبة، وسط دعوات لإبقاء رمزية المناسبات حول العالم بمنأى عن “الأرباح والأرقام”.
يُقرّر مطعم وعبر “إعلان مُموّل” على منصات مواقع التواصل الاجتماعي أن يبيع وجبة طعام مجاناً لمن يشتري وجبتين، لكن السبب لهذا الترويج هو “يوم المرأة العالمي”، إذ تنتقد أوساط اجتماعية ونسائية هذا “التسليع الفج” للمرأة وتضحياتها وحضورها، فيما ينبغي أن تكون مناسبة من هذا النوع مخصصة ل”بحث وتقييم” أحوال المرأة حول العالم، أو تخصيص المؤسسات ذات الطابع التجاري جزءاً من أرباحها السنوية لصالح المؤسسات التي تعنى برعاية المرأة وإعلاء مكانتها في المجتمع.
ومن المؤكد أن تقزيم المرأة إلى مستوى “وجبة طعام” في مطعم ربما تعمل به إمرأة مضطهدة لا تُقدّر معنويا وماليا من قِبَل إدارته يفتح المجال واسعا أمام نقاش عام حول أسباب هذا “التسليع والتقزيم” لمكانة وحضور المرأة، رغم أن السبب المعلن هو رغبة الكيانات التجارية في تحقيق أرباح “أسرع وأكبر” بصرف النظر عن “المعاني الإنسانية” لمناسبة من وزن اليوم العالمي للمرأة، في عالم تكاد تغيب فيه “المعايير الإنسانية” عن كل ما له علاقة بالمرأة.
وليس بعيدا عن مناسبة المرأة اليوم، فإن العالم سيكون بعد نحو أسبوعين مع “ظاهرة أخطر” تتمثل في اختصار “عذابات وتضحيات” الأم حول العالم ب”هدية” أو “بطاقة تهنئة” تذهب أرباحها حتماً إلى “جيوب التُجّار” الذين يستعدون بفاعلية كبيرة ل”عيد الأم”، كما لو أنها مناسبة للربح فقط، عدا عن كل المناسبات الرمزية والإنسانية يجري تحويلها إلى مناخ من السخرية والنكات.