تركيا تستعد لـ”يوم أسود” مع ترامب
قالت وكالة “بلومبرغ” إن تركيا قامت بتخزين قطع غيار مهمة للأسلحة الأميركية الصنع تحسبا لفرض الكونغرس الأميركي عقوبات عليها على خلفية شرائها منظومة الدفاع الروسية “إس 400”.
وأضافت “بلومبرغ” إن موعد اتخاذ قرار التخزين ليس واضحا، إلا أن مسؤولين أتراك قالوا إنه يأتي في إطار الاستعدادات لاحتمال فرض عقوبات أميركية بسبب الصفقة مع روسيا، مضيفين أنها إشارة على أن أنقرة مستعدة بشكل أفضل لتحمل العقوبات الأميركية أكثر مما كانت عليه عندما فرضت الولايات المتحدة حظراً على الأسلحة لمدة أربع سنوات على خلفية استيلاء الجيش التركي على شمال قبرص عام 1974.
وذكر اثنان من المسؤولين الأتراك المطلعين على استراتيجية بلادهم الدفاعية، أن تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي مصممة على امتلاك تكنولوجيا الصواريخ الباليستية وتهدف إلى المشاركة في إنتاج الجيل القادم من الصاروخ “اس -400”. كما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده ستتسلم منظومة “اس -400” خلال أيام.
وأكدت “بلومبرغ” أن الولايات المتحدة ترى أن محور موسكو قد يسمح لروسيا بجمع معلومات استخباراتية حاسمة من شأنها أن تضعف حلف الناتو وتسبب ضررا للمقاتلة الأميركية الشبح طراز F-35، لأن الشركات التركية تساعد في بنائها. بدوره يضع الكونغرس الأميركي خططا لفرض عقوبات قاسية محتملة قد تشل الاقتصاد التركي.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في اجتماع مجموعة الـ 20 في اليابان يوم السبت، إن أردوغان عومل بشكل غير عادل من قبل إدارة أوباما عندما سعى لشراء نظام دفاع صاروخي أميركي. وأضاف إنه بينما تعتبر صفقة “إس- 400” مشكلة، فإن الولايات المتحدة “تبحث في حلول مختلفة”.
ولجأت تركيا إلى روسيا لمعالجة نقاط الضعف في دفاعها الجوي بعد فشلها في إقناع الولايات المتحدة بشراء نظام الدفاع الجوي “باتريوت”. وتم الإعلان عن صفقة صاروخية مع موسكو في يوليو 2017، وفي محاولة لتجنب ذلك، وافقت وزارة الخارجية الأميركية العام الماضي على بيع صواريخ باتريوت لتركيا بقيمة 3.5 مليار دولار.
وقال مسؤولون أتراك لـ”بلومبرغ” طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، إن تركيا ليست مقتنعة بأن صفقة باتريوت ستتم، بسبب الشكوك حول المعارضة في الكونغرس، كما أنها لن تترك مجالها الجوي عرضة للاختراق.
وأضافوا أن العقوبات الأميركية ستقوض التحالف بين الدولتين، وفي حين أن تركيا سترد، فإنها ستترك الباب مفتوحا لحل الخلافات.
وكانت الولايات المتحدة هددت بإنهاء مشاركة تركيا في برنامج مقاتلات F-35 بحلول 31 يوليو إذا لم تقم أنقرة بإلغاء صفقة “إس- 400″، ويمكن أن تواجه تركيا عقوبات منفصلة بموجب تشريعين يسمحان بمعاقبة الكيانات التي تتعامل مع روسيا.
وقال المسؤولون الأتراك إنه إذا تم استبعاد تركيا من برنامج F-35، فستبحث الأخيرة عن بدائل، بما في ذلك الطائرات الروسية، بينما تحاول تطوير طائراتها الحربية وصواريخها الباليستية للاستخدام المحلي والتصدير.
وقال المسؤولون إن تركيا تعتبر صواريخ “إس- 400” الروسية متفوقة على صواريخ “باتريوت” وقادرة على حماية العاصمة التركية والمركز التجاري لإسطنبول، وتقليص المخاوف بشأن أمن المضائق التركية التي تربط البحر الأسود بالبحر الأبيض المتوسط.