تحليل الموقف الأميركي من معركة طرابلس
تقرير | 218
يبدو الموقف الأميركي إزاء معركة طرابلس للبعض متناقضاً بينما هو يسير بشكل متباين لغاية في نفس صناع القرار ومهندسي الموقف الأميركي مهما بدا غير ذلك.
وكانت آخر المواقف الأميركية تصريحات عضو الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي السيناتور ليندسي غراهام الذي اعتبر أن المكالمة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر مثار قلق وذات تأثير في المنطقة، مضيفا أن المشير أخبر ترامب حاجته للمساعدة في مكافحة تنظيم داعش.
وقال غراهام إن المشير غير قادر على السيطرة في طرابلس، أما فائز السراج فمدعوم من الأمم المتحدة وتدعمه أيضا تركيا وقطر وبحال الانحياز لجانب ستخلق وضعا على الأرض شبيها بالوضع السوري.
وفي هذا التوصيف يشخصن غراهام المعركة الوطنية ضد التشكيلات المسلحة إلى حرب بين زعيمين مشرعناً ضمنياً دعم تركيا وقطر للسراج والجماعات المسلحة في مواجهة الجيش الوطني.
ولم ينس غراهام أن أبرز ورقة الجانب الإنساني متحدثاً عن مشكلة لاجئين أخرى على الحدود التونسية مستخدماً لثاني مرة الفزاعة السورية كورقة ضغط
ويعتبر تصريح غراهام عينة من جملة انتقادات سياسية واسعة لترامب داخل أروقة الحكم في أميركا.. أما عسكرياً فللبنتاغون وقوات “أفريكوم” موقف مختلف تماماً، إذ لم يخفِ البنتاغون دعم التحركات العسكرية في ليبيا لمحاربة الإرهاب والجماعات المتطرفة والقضاء عليها، وهو الهدف الرئيسي الذي ينبغي القيام به في ليبيا، لأجل ترسيخ الديمقراطية وبناء مؤسسات الدولة.
من جانب آخر ورغم أن القيادة الأميركية في أفريقيا “أفريكوم”، نفت الأنباء المتداولة حول عودة قواتها إلى الأراضي الليبية، يرى مراقبون أن هذه القوة ما تلبث أن تعاود نشاطها بعد أن عرفت القوى الأقدر في ليبيا في مواجهة خطر داعش والقاعدة.. أي جيش نظامي لا مجرد تشكيلات مسلحة غير منضبطة.