تحقيق استقصائي يرصد آلية تسليم المهاجرين في ليبيا لتجار البشر
أجرت منظمة “Outlaw Ocean Project” تحقيقًا استقصائيًا، رصدت عبره عملية تسليم المهاجرين غير الشرعيين في ليبيا من مهرب لآخر، ومن جماعة لميليشيا، مما اضطرهم لدفع مبالغ مالية أضعاف المتفق عليها مقابل الإفراج عنهم، أو تسهيل انتقالهم إلى أوروبا، فيما لم ينجح الكثير منهم في الوصول إلى أوروبا في نهاية الأمر، وعادوا مرة أخرى إلى بلدانهم.
وخلال رحلة استنزاف الراغبين في الانتقال إلى أوروبا، عبر “الفدية״، يتم نقلهم من سجن لآخر، ومن مستودع لآخر، ليدفعوا الفدية عدة مرات للعصابات التي باعتهم لبعضها.
وبين التقرير أن خفر السواحل الليبي كان يندفع في المياه الدولية قبالة السواحل عند اكتشاف قارب للمهاجرين حيث كان طاقم سفينة تديرها منظمة “أطباء بلا حدود” يراقب القوارب الممتلئة بالمهاجرين لانتشالهم من الغرق، فيما كان هدف خفر السواحل الليبي هو الاستحواذ على السفينة لنقل من عليها إلى جهات مجهولة داخل ليبيا لتعقّب ذلك عملية تسليمهم من تاجر إلى آخر ، بحسب ما ورد في التحقيق.
ووفقا لتقرير “ذا إيكونوميست”؛ فإن مشكلة الهجرة غير الشرعية مرتبطة بالاتجار بالبشر، وهناك جهاز مسؤول بصفة رسمية عن مكافحة الهجرة غير الشرعية في ليبيا، تابع لوزارة الداخلية، وهو معنيّ بإيواء المهاجرين لفترة مؤقتة إلى أن يتم إبعادهم واستلامهم من قبل دولهم، أو نقلهم عن طريق منظمة الصليب الأحمر إلى مكان أو دولة أخرى.
وفي السياق ذاته، اعتقلت السلطات في ليبيا مؤخرا أكثر من 600 مهاجر ولاجئ كانوا يعتصمون منذ أشهر أمام مكتب سابق للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في طرابلس احتجاجا على أوضاعهم المعيشية المتردية.
وتتفاقم في هذا الوضع المأساوي معاناة المهاجرين واللاجئين في ظل فشل السلطات في التعامل مع هذا الملف.