بين إيقاف واستئناف: قذيفة في معيتيقة وضيف مجهول في مصراتة
تعرض مطار معيتيقة في وقت مبكر من صباح اليوم إلى استهداف بقذيفة صاروخية، سقطت في إحدى نواحيه دون أن تسفر عن أضرار بشرية ، إلا أن بعض السيارات التي كانت على مقربة قد تضررت بفعل الانفجار الذي سمع دويه السكان المحيطون بالمطار ، سبقه أصوات أعيرة نارية يحتمل أنها ناتجة عن اشتباك بين طرفين بحسب روايات شهود عيان.
نتج عن هذا الاستهداف الذي لم تتبناه أي جهة حتى اللحظة، ولم تعلن السلطات المسؤولة في طرابلس عن أية جهة قد تكون متهمة بهذه الحادثة، نتج عنه تعليق حركة الملاحة الجوية في مطار معيتيقة إلى حين إشعار آخر ، مما اضطر تغيير شركة خطوط الأجنحة الليبية لمسار رحلتها القادمة من اسطنبول إلى مطار مصراتة، بدلاً من طرابلس، حيث كان مقرراً لها الهبوط الساعة السابعة صباح اليوم الثلاثاء ، كما جرى تحويل خط سير طائرة شركة البراق إلى نفس الوجهة بعد أن كان مقرراً لها الهبوط في مطار معيتيقة الساعة السابعة والنصف من صباح نفس اليوم .
وأفادت مصادر من مطار معيتيقة أنه لم تكن هناك أية رحلات أخرى منتظر وصولها خلال ساعات الصباح الأولى باستثناء هاتين الرحلتين، والتي أعلنت على أثرها الجهات المسؤولة تعليق العمل بالمطار وتحويل كامل الرحلات اللاحقة إلى مطار مصراتة سواء المغادرة أو القادمة.
حالة من الإرباك فاجأت المواطنين العازمين على السفر هذا اليوم، ومنهم من اضطر إلى شد رحاله إلى مطار مصراتة ليتسنى له اللحاق بموعد رحلته إلى وجهته التي كان يقصدها في سفره ، إلا أن ما زاد هذا الإرباك هو عدم تعاطي المسؤولين مع وسائل الإعلام بشكل عملي وسريع لتوضيح الرؤية، وشرح الموقف بالكامل للمواطنين، وما كان واضحاً أن حالة من التخبط ضربت الجهات المسؤولة، ناهيك عن سلطان النوم الذي يبدو أنه كان أحد أبرز أسباب التأخير في اتخاذ ما يلزم من إجراءات وقرارات مناسبة في مثل هذه الحالات.
ما زاد الأمر ارباكاً ، أن قراراً بإعادة استئناف العمل بمطار معيتيقة صدر بعد ساعات قليلة من قرار تعليق العمل فيه وتغيير مسار الرحلات من وإلى مطار مصراتة ، حتى أن بعض وسائل الإعلام لم توشك أن بثت خبر التعليق لتستبدله بخبر الاستئناف، مما أثار ريبة وشكوك بعض المتابعين للحدث عن كثب ، لتفتتح أبواب التساؤلات حول ما إذا كان استهداف مطار معيتيقة الليلة الماضية كان الغرض من ورائه أسباب أخرى ، عدى رغبة طرف ما في الاعتداء وإرباك المشهد العام وخلق توترات كالعادة ، كما جر آخرين إلى الاعتقاد بأن السبب وراء إيقاف العمل بمطار معيتيقة كان يكمن في نية مبيتة لتوجيه طائرة الأجنحة الليبية أو ربما البراق أيضاً إلى مطار مصراتة ، يعتقد أن شخصيات بعينها كانت على متن إحداها وغير مرغوب في دخولهم البلاد عبر مطار معيتيقة لعدة احتمالات لعل أولها وجود هذه الأسماء على لائحة المطلوبين لجهات أمنية في طرابلس ، أو ربما وجود بضائع على متن إحدى هذه الطائرات لا يراد كشفها أو وقوعها في يد آخرين في المطار خارج سلطة جهات اعتاد الليبيون على أعمالهم السرية المشبوهة .
ولا خلاف في الآراء المطروحة حول انضباطية العمل في مطار مصراتة ونزاهة العاملين فيه ، إلا أن الضغوطات السياسية أو التعليمات الداخلية والانتماء المناطقي والولاء القبلي قد يجد سبيلاً لتحقيق مثل هذه العمليات في مصراتة أكثر من احتمالية تنفيذها بالشكل المطلوب في مطار معيتيقة بطرابلس ، حيث لا وجود لقبيلة أو ولاء مناطقي ، كما أن الأمر سيكشف ولو بعد حين ليخرج إلى العامة ولو عن طريق أحد العاملين على أقل تقدير .
و ما يزيد من رقعة هذه الشكوك سرعة إعادة استئناف العمل بمطار معيتيقة ، فهل يا ترى من اتخذ قرار التعليق وتغيير مسار الرحلتين المذكورتين بدافع الحرص على أرواح المدنيين خوفاً من تكرار قصف المطار قد تحصل خلال ساعات معدودة على ضمانات بعدم قصفه من جديد ؟ أم أن قرار التعليق صدر من طرف ليس هو نفسه الطرف الذي أصدر قرار الاستئناف إذ إن الأخير كان يحظى بساعات النوم والاسترخاء فيما كان الأول يمارس ساعات عمله التناوبي !!!
وإن كان قرار الاستئناف قد صدر بعد وجود ضمانات من الفاعل بعدم التعرض للمطار مجدداً فمن حق الرأي العام أن يعرف الحقيقة برمتها ، على لسان أصحاب القرار بعيداً عن تلك المواربة والاستغفال وعدم احترام عقول الشعب كالمعتاد.