بوقعيقيص والبعجة من (البلاد) عن “المبادرة”: “مهمة.. وناقصة”
218TV|خاص
قالت المحامية آمال بوقعيقيص إن مبادرة السلام المطروحة للنقاش من قبل مجموعة “ليبيا المدنية” هي ورقة مهمة جدا تحتاج إلى استكمال في جوانب عديدة منها، لكنها ضرورية للبناء فوقها بسبب الفراغ الكبير على صعيد المبادرات السياسية الناضجة، والأهم أنها مقدمة من ليبيين، معتبرة أنه من الضروي أن تسد كل أوجه النقص فيها، وإعادة إيجاد صيغ أقوى لهذه المبادرة تعيد رسمها من دون إغفال أدوار وجهات مهمة، إلا أن بوقعيقيص لفتت خلال حديثها في برنامج (البلاد) الذي بثته قناة “218NEWS” ليل يوم أمس السبت إلى أن أي بداية جديدة في أي مكان من العالم تحتاج إلى إنفاذ فوري لسلطة القانون، إذ أن هذه السلطة كفيلة بحماية المنجز السياسي والعسكري، وأنه بعيدا عن القانون، فإن الشك بعدم الاستقرار سيسود طويلا.
وبحسب بوقعيقيص فإنه من الخطأ أن يتجه التفكير فورا نحو تشكيل حكومة وحدة وطنية مع أي مبادرة سياسية، لأنه يفترض طرح أسئلة عن شكل هذه الحكومة، ومكوناتها وعن آلية تعيين رئيسها، إضافة إلى الكيفية التي سيُشكّل بها الرئيس المكلف، معتبرة أن تشكيل حكومة وحدة وطنية في ظل التشوه السياسي الموجود في ليبيا حاليا قد لا يكون مسألة مفيدة لليبيين، وأن الأفضل الانتقال إلى مرحلة انتقالية بمشاركة خبرات مدنية، وفي ظل إعلان دستوري موجود ويسمح بـ”دسترة” مجلس سيادي على غرار التجربة السودانية.
وفي حلقة (البلاد) التي أطل فيها أيضا أستاذ العلوم السياسية في جامعة بنغازي الدكتور فتحي البعجة، لفتت بوقعيقيص إلى أن تشكيل مجلس سيادي في ليبيا على غرار التجربة السودانية هو أمر ممكن، وقد يكون حلا سياسيا ضمن مبادرة سلام تجمع الجيش الوطني الذي لا يمكن إنكار دوره الحاسم والحيوي بعد تحرير العاصمة طرابلس، إلى شخصيات أمنية ومدنية في مجلس سيادي يتولى السلطة لفترة انتقالية تُحددها مبادرة السلام، داعية إلى تشكيل جسم مدني متفق عليه للدخول في عضوية مجلس سيادي مع جسم عسكري وأمني ينبغي البدء بتشكيله منذ الآن.
وتشير بوقعيقيص إلى أنه لا يمكن لمجلس عسكري أن يدير السلطة في ليبيا منفردا، وأنه يجب إشراك قوى أمنية ومدنية لديها خبرات متنوعة في إدارة أي سلطة انتقالية أو مجلس سيادي، قائلة أن الوجود الأمني في أي مجلس سيادي هو أمر حيوي وضروري لأن الأمن يحمي أي منجزات سياسية أو عسكرية، ويحمي أي حالة استقرار سياسي يمكن التوفق عليها.
من جانبه أقر الدكتور البعجة بأن مبادرة السلام المطروحة، والخاصة بمرحلة ما بعد تحرير العاصمة طرابلس هي مبادرة غير مكتملة، وأنه يمكن سد نواقصها من خلال طرحها للنقاش على طاولة ليبية، لافتا إلى أن معدّي المبادرة يتفهمون أنها تحتاج إلى “حدف وإضافة”، وأيضا تعديلات ضرورية لتكون صالحة للتطبيق في المرحلة السياسية المقبلة من عمر ليبيا، معتبرا أن الجيش سيكون له دور أساسي في أي عملية انتقالية، وأنه من الطبيعي أن يكون له إسهامه الكبير كطرف منتصر في تشكيل المرحلة الانتقالية، لكن لن يكون مقبولا –بحسب البعجة- أي تغول للجيش على السلطة، وأن المبادرة تصر على وجود كفاءات مدنية، وخبرات أمنية في أي جسم انتقالي يمكن تشكيلة في مرحلة ما بعد تحرير العاصمة.