بنغازي روحت .. و”رئاسي الوفاق” في صمت رهيب
صمت رهيب أشبه ما يكون بصمت القبور، ذاك الذي أطبق على المجلس الرئاسي بعد تحرير مدينة بنغازي من الإرهاب، وكان صداه ” مفاجأة ” إذ كان رئيسه فايز السراج يدعو في بعض كلماته إلى محاربة الإرهاب، ولم يصدر بيانه أسوة بمن أصدر بيانه ولم ينتظر.
ولكن “تحرير المدينة من الإرهاب” لم يقف عند حدود بنغازي التي تبعد عن مكتب رئيس رئاسي الوفاق آلاف الكيلومترات، ليخرج بيان “فردي” من النائب فتحي المجبري الذي أثنى على هذا الإنجاز الذي حققته بنغازي بتحرير نفسها من إرهاب كان كابوسا يجثم على صدور أهلها وملاذا للبعض الذي أنكر لسنوات أنهم ” دواعش ” محاولا أن يحجب الشمس من خلال تسميتهم بـ ” الثوار “. وتلاها بيان آخر لتحالف القوى الوطنية الذي أصدر بيان تهنئة بتحرير بنغازي ودعى الليبيين للتكاثف والعمل لما يمثله هذا الانتصار من قيمة كبيرة في نفوس كل الليبيين لا أهل بنغازي وحدهم.
ووصف النائب الأول لرئيس مجلس النواب امحمد اشعيب في تصريح له لـ 218 تحرير بنغازي بأنه إنجاز كبير وعلينا المضي قدما نحو توافق يجمع كل الليبيين.
ليأتي بعدها السفير البريطاني لدى ليبيا بيتر ميليت الذي قال إن تحرير بنغازي فرصة ثمينة للانتقال من الحرب إلى السلام.
ولم يكن مشهد ” الخامس من يوليو ” ليمرّ مرور الكرام في زحمة ما يشهده الشارع الليبي الذي تناسى كل همومه وخرج في شوارع مُدنه محتفلا مع بنغازي بالنصر على الإرهاب.
كل هذا وأكثر، ورئيس المجلس الرئاسي ما يزال في مكتبه أو في اجتماعه، أو في رحلة مكوكية خارج ليبيا وتضاريسها التي أصبحت واضحة المعالم، أمام من يُريد أن يعرف، أن بنغازي ليست خبرا يتدواله الناس، بل ورقة ليبية بإمتياز وتنتظر السراج أن يقرأها على عجل.