بعد مائة يوم من انقضاض روسيا على أوكرانيا.. تحذيرات من حرب استنزاف طويلة
مرت مائة يوم على بدء الحرب الروسية في أوكرانيا، مخلفة آلاف القتلى والجرحى، ودمارًا هائلاً، وأزمة غذاء وطاقة عالمية غير مسبوقة، وتطورات ميدانية وتداعيات سياسية غيرت ملامح التحالفات عالميًا، ولا مؤشرات تؤكد أنها ستنتهي قريبًا.
وحذر الأمين العام لـ«حلف شمال الأطلسي»، ينس ستولتنبرغ، مما وصفها بـ”حرب استنزاف طويلة المدى”، مجددا التأكيد إثر لقائه الرئيس الأميركي جو بايدن، على أن الناتو لا يريد الدخول في مواجهة مباشرة مع روسيا، لكنه أشار في المقابل إلى “مسؤولية” الحلف في تقديم الدعم لأوكرانيا.
وأبدى ستولتنبرغ الذي يزور واشنطن للتحضير لقمة الحلف المقررة بين الثامن والعشرين والثلاثين من يونيو في مدريد، عزمه على تحقيق نتائج بحلول هذا الموعد.
ولفت ستولتنبرغ، في تصريحات له إلى أن “غالبية الحروب، ومنها الحرب الحالية، تنتهي يوما ما من خلال مفاوضات، لكن ما يجري على طاولة المفاوضات على ارتباط وثيق بالوضع على الأرض، في ساحة المعركة، وفي رد على سؤال حول موقف الحلف من ممارسة ضغوط على كييف لحملها على القبول بتقديم تنازلات عن أراضٍ من أجل التوصل إلى اتفاق سلام، شدد الأمين العام للحلف أن الأمر يعود لأوكرانيا وحدها.
الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي أشار إلى أن القوات الأوكرانية حققت بعض النجاح في قتالها ضد الروس في مدينة سيفيرودونتسك، لكنه لفت إلى أن الوضع العسكري العام في إقليم دونباس لم يتغير خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وأعرب زيلينسكي عن شكره للرئيس الأميركي جو بايدن لتعهده بإرسال صواريخ متطورة بعيدة المدى، مضيفًا أنه يتوقع أخبارًا جيدة بشأن إمدادات الأسلحة من شركاء آخرين.
ووسط مخاوف مشوبة بالقلق من احتمال ضم روسيا المناطق التي سيطرت عليها في جنوب البلاد، بعد أنباء تتحدث عن إجراء استفتاءات اعتبارًا من يوليو لضمها؛ أعلنت الإدارة الموالية لروسيا في منطقة زابوريجيا، أنها استولت على أملاك تابعة للدولة الأوكرانية، تشمل “الأراضي والموارد الطبيعية والبنى التحتية لقطاعات استراتيجية في الاقتصاد”، دون أن تحدد ما إذا كانت محطة زابوريجيا النووية، وهي أكبر محطة نووية في أوكرانيا وفي أوروبا أيضا، مشمولة بالإجراء.
ويسمح الاستيلاء الروسي على ساحل بحر آزوف بأن يكون لموسكو جسر بري بين شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014، والمنطقتين الانفصاليتين المدعومتين منها في شرق أوكرانيا.