بعد تعثر مباحثات موسكو.. إلى أين تتجه ليبيا؟
رأى الباحث في الشؤون السياسية والدبلوماسية الدولية بمركز جنيف للدراسات ناصر زهير أن المشهد الليبي حاز على زخم كبير دبلوماسياً وسياسياً على الصعيد الدولي والإقليمي بالرغم من ظهور بعض العراقيل التي قد تؤخر عملية إحلال السلام في ليبيا.
وأضاف زهير في تصريحات لبرنامج”LIVE” على قناة “218NEWS”، الثلاثاء، أن موسكو رغم العراقيل وفشل توقيع الاتفاقية لوقف إطلاق النار حتى اللحظة إلا أنها نجحت في جمع طرفي النزاع في ليبيا وهما رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر، مشيراً إلى أن عدم التوقيع زاد من التأكيد على احتمالية تصعيد الصراع العسكري الذي قد يصل بالفعل إلى مرحلة إرسال تركيا قوات عسكرية وتصاعد وتيرة الحرب وإرسال قوات عسكرية من دول أخرى قد تكون مصر من بينها.
وأشار زهير إلى أن الاتحاد الأوروبي ضاعف من جهوده دبلوماسياً مؤخراً خوفاً من إبعاده تماماً من ليبيا وهيمنة روسيا وتركيا على مجريات الأمور ما يشكل تهديداً لأوروبا ومصالحها، مضيفاً أن ألمانيا بتحركات أنغيلا ميركل التي تسارعت وتيرتها في الآونة الأخيرة نجحت بدعم وتفويض من الإتحاد الأوروبي بأن تجمع الأطراف الدولية لضمان مشاركتها في مؤتمرها في برلين الذي سينعقد الأسبوع المقبل.
وأضاف زهير أن الدور الأميركي تراجع إلى حد كبير رغم محاولاتها للحفاظ على ثقلها في ليبيا من بعيد بإعطائها الضوء الأخضر لحلفائها الأوروبيين للعمل على الملف الليبي لتوافق مصالحهما، ورغم انشغال واشنطن في مشاكلها الخاصة إلا أنه وبلا شك سيكون لها دور حاسم في مؤتمر برلين، مع إصرارها بعدم السماح لموسكو بأن تتوسع في ليبيا
وحول الصراع الفرنسي الإيطالي بشأن ليبيا، أشار زهير إلى أن فرنسا تقبل الواقع واكتفت بدعم الجهود الموحدة للاتحاد الأوروبي مع ضمانات من ألمانيا التي كبحت جماح باريس وروما بأن تحافظ على مصالحها، وفي المقابل لا تزال إيطاليا بجهودها الفردية وحيدة تجاهد في أن تسترجع مكانها على طاولة الأطراف البارزة في المشهد مع محاولاتها للدخول في مبادرة السلام التي تقوم بها موسكو وأنقرة.
وحول احتمالية نجاح مؤتمر برلين حول ليبيا، أستبعد زهير أن يشكل نهاية للصراع الدائر في ليبيا، مضيفاً أن الزخم الدبلوماسي وكثرة المحادثات الإقليمية والدولية بين اللاعبين الأساسيين في المشهد، إضافة لتحركات ميركل وإصرارها على عدم عقد المؤتمر إلا بعد الحصول على اتفاق مبدئي بين كافة الأطراف الدولية والمحلية، حيث تمكنت من الحصول على الحد الادنى من التوافق حول آلية سير عملية برلين ومؤتمرها الذي سيشكل نقطة للبداية فقط للوصول إلى حل سلمي وسياسي.