برعاية أممية.. انطلاق حوار سياسي لحل الأزمة في السودان
انطلق الأربعاء في السودان حوار سياسي لحل الأزمة التي تشهدها البلاد منذ الانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، بمشاركة مسؤولين عسكريين وممثلي أحزاب سياسية وقيادات من حركات تمرد سابقة، ورعاية من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة دول شرق ووسط أفريقيا للتنمية “إيغاد”، وقد دعا كل منها إلى حوار سياسي حتى لا ينهار السودان تمامًا “على الصعيدين السياسي والأمني”، وسط غياب أطراف معارضة رئيسية من بينها أعضاء من لجان المقاومة.
وأشارت وكالة السودان للأنباء إلى أن المحادثات تهدف إلى إيجاد حلول للأزمة في البلاد والتوافق على كيفية إدارة ما تبقى من الفترة الانتقالية، منوهة بمشاركة كل من مكونات ميثاق التوافق الوطني عن قوى الحرية والتغيير، ومكوّنات الجبهة الثورية، إضافة إلى مكونات أحزاب الوحدة الوطنية وممثلين عن حزب المؤتمر الشعبي وقوى سياسية أخرى، فيما حضر الجلسة الافتتاحية العلنية نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي محمد حمدان دقلو، وعضوا مجلس السيادة و”اللجنة العسكرية الثلاثية” شمس الدين كباشي وبحري إبراهيم جابر، قبل أن تدخل الأطراف في اجتماعات مغلقة.
ودعا رئيس البعثة الأممية لدعم التحول الديمقراطي في السودان فولكر بيرتس، خلال مؤتمر صحفي عقده في الخرطوم، الجميع إلى العمل معا بحسن نية، للاستفادة من اللحظة التي وصفها بالمفصلية، محذرًا من أن استمرار الوضع الحالي مع الانتهاكات قد يمهد لعودة النظام السابق.
وشدد بيرتس على أن القرار بيد السودانيين وينحصر دور البعثة في تسهيل الحوار من أجل إحداث تغيير حقيقي، موضحا أن التركيز سينصب على مؤسسات الفترة الانتقالية بما في ذلك مجلس السيادة وهويته، وموقع المكون العسكري في تلك المؤسسات.
وأشاد البرهان من جانبه، بالحوار السياسي واصفًا إياه بالفرصة التاريخية، داعيا المكونات المختلفة المعنية بهذا الحوار لأن تبادر بالاستجابة وألا تقف حجر عثرة في طريق استدامة الانتقال والتحول الديمقراطي.
وأكد مبعوث منظمة إيغاد إسماعيل وايس أن الباب مفتوح أمام جميع الفصائل الغائبة للانضمام إلى الحوار، كما شدد المبعوث الخاص للاتحاد الأفريقي محمد لبات على ضرورة مشاركة الجميع، لافتًا إلى أنه لا يمكن تصور حل سياسي دون مشاركة الفصائل الغائبة.