بادي: أنا مثل جورج واشنطن والحل لأزمة ليبيا عسكري
ترجمة خاصة 218
اتهّم صلاح بادي المبعوث الأممي غسان سلامة بـ”الكذب” حول مقتل 120 شخصا خلال اشتباكات حدثت في العاصمة طرابلس، في سبتمبر الماضي.
وجاءت اتهامات بادي في مقابلة أجرتها معه مجلة “أيل إسبريسو” الإيطالية في معقله بمدينة مصراتة، التي بيّن فيها أن كل ما قاله سلامة بشأن مقتل 40 امرأة وطفلا في هذه الاشتباكات هو محض افتراء، متحديا المبعوث الأممي بالإتيان بشهادات وفاة النساء والأطفال.
وأشار بادي إلى أن اشتباكات سبتمبر الماضي أتت بدعم من سكان العاصمة طرابلس الذين استدعوه ليقاتل الجماعات المسلحة وينهي انتهاكاتهم، مبينا عدم علمه بوجود أية أجندة أو خطة أممية مستقبلية بشأن ليبيا التي باتت في أيادي الدول الأجنبية أكثر من كونها في أيادي القادة الليبيين.
وأضاف أن الصراع بين هذه الدول -ذات المصالح في ليبيا- أكثر من كونه بين الليبيين أنفسهم، متهما الحكومات المتنافسة بالتكالب على ثروات البلاد كـ”العلق”، في ظل استمرار دعم العديد من الدول لمن وصفهم بمجرمي الحرب من خلال توفير القصور الفارهة لهم.
وأكد بادي أن المشكلة الليبية ليست داخلية بل خارجية، وساهمت التدخلات الدولية بعرقلة حلها، مشيرا إلى إيمانه بالحل العسكري لهذه المشكلة، التي بسببها ترك العمل البرلماني وعاد للمسار الحربي بعد “انحراف” مسار الثورة وفشل الأمم المتحدة في إيجاد حل دبلوماسي للمشكلة الليبية.
ووصف بادي رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج بـ”كلب حراسة الأمم المتحدة” وعمدة طرابلس الذي ليس له نفوذ على الأرض خارجها في باقي مناطق البلاد، وبأن قراراته لا تساوي شيئا فهي تأتيه من الخارج ليوقع عليها، مبينا أن السراج تبادل المصالح مع مجموعة هيثم التاجوري المسلحة وقوة الردع التي وفرت له الملاذ في مقابل إسباغه الشرعية عليها.
واستمر بادي بالتوضيح بأن قرارات السراج لصالح الجماعات المسلحة تسببت في جعل حياة الليبيين أسوأ مما كانت عليهم إبّان عهد القذافي بعد أن أعطاها الحرية، وسمح لها بالتغلغل في مؤسسات الدولة التي أصبحت بمثابة لعبة في أيادي هذه الجماعات.
وقال بادي إن قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر له أجندته الخاصة ويُحضّر لـ”انقلاب” عبر مراسلات سرية مع الجماعات المسلحة لهيثم التاجوري وهاشم بشر، فضلا عن اتصالات أخرى مع السلفيين في قوة الردع ممن يدعمونه في الشرق والغرب بهدف إضعاف حكومة الوفاق ودخول العاصمة بمساعدة قوة الردع.
وتحدّث بادي عن مسألة كونه الوحيد الذي لم يوقّع على اتفاق وقف إطلاق النار في الزاوية بعد الاشتباكات في سبتمبر الماضي؛ لأنه لا يثق بالأمم المتحدة وبما تفعله، وذات الحال ينطبق على حكومة الوفاق في ظل تدهور سياسي واقتصادي يجتاح ليبيا المنقسمة بين الشرق الذي يعد في نطاق سيطرة المشير خليفة حفتر، والغرب الذي تسيطر عليه الأمم المتحدة عبر حكومة الوفاق التي دخلت إلى طرابلس بقارب قادم من البحر.
وأضاف أن الجزء الغربي من البلاد تحت سيطرة الجماعات المسلحة التي تحتل مؤسسات الدولة وترتكب الجرائم بشكل يومي من دون وجود أي قوة تردعها لدى الأمم المتحدة أو السراج، وهو ما يعني أن الحرب هي الحل الوحيد لردعها لاسيما بعد أن حصلت المنظمة الأممية على عدة فرص لحل الأزمة الليبية إلا أنها لم تقم بأي شيء.
وتطرّق بادي إلى مسألة وجوده لـ6 أشهر متتالية قبل سبتمبر الماضي خارج البلاد ليتلقى رسائل من سياسيين وثوار ومواطنين تطالبه بالعودة إلى ليبيا التي “تجثو على ركبتيها” مؤكدا أنه محارب شأنه شأن جورج واشنطن الذي كان زعيما لجماعة مسلحة ومن ثم أسس الولايات المتحدة الأميركية بعد الحرب الأهلية وبهذا أصبحت قائدة للعالم الحر بعد أن أسسها زعيم جماعة مسلحة.
وأضاف أنه لا يمتلك قوات مسلحة كبيرة ولا يتلّقى أيّ دعم من أية دولة إلا أن الناس ستتبعه عند ظهوره في المشهد لأنه يقف بالضد من أي جهة ترفع الإسلام شعارا لتحقيق أهدافها، رغم وجود من يقول إنه مقرب من جماعة الإخوان التي تقف بالضد منه، مؤكدا أن الناس المطالبين بوجود جيش موحد قد نسوا أن الجيش كان دائما ضدهم منذ عهد القذافي وأن الوحيدين الذين يقفون مع الشعب هم الجماعات المسلحة وبادي منها.