باحث: الجنوب الليبي مرشح لصراع روسي فرنسي
تعد منطقة الساحل والصحراء، في الغرب الأفريقي التي تكثر فيها الجماعات المسلحة، الخاصرة الرخوة للجنوب الليبي، في ظل انهيار مؤسسات الدولة، على مدار آخر عشر سنوات.. ومع إخفاق القوات الفرنسية في احتواء الخطر الإرهابي في بلدان الساحل، وتزايد قتلاها وجرحاها في الآونة الأخيرة، تتعالى الأصوات في باريس للمطالبة بعودة القوات إلى فرنسا.
ويرى الباحث التونسي رشيد خشانة، رئيس تحرير مجلة شؤون ليبية في مقالة مطولة، أن فرنسا كانت تصول بمفردها في منطقة الساحل والصحراء وتجول، قبل أن تستقطب الحرب الأهلية في ليبيا قوى دولية وإقليمية جديدة ومتصارعة مع بعضها بعضا، أبرزها روسيا، التي لا يُخفي الحلف الأطلسي قلقه من تمددها في ليبيا، ما يُسهل وصول أصابعها إلى الساحل والصحراء.
وعبّر الأمين العام للحلف الأطلسي يانس ستالتنبرغ، لدى استقباله الرئيس الموريتاني ولد الغزواني في بروكسل، عن قلقه جراء تصاعد الدور الروسي في مختلف مناطق العالم، خاصة في أفريقيا والشرق الأوسط، وبالأخص في ليبيا.
ومن شأن هذا التنافس الاستراتيجي أن يترك الجنوب الليبي رهينة في أيدي القوى المتنافسة، ويُعسر تنفيذ أي اتفاق سلام تتوصل إليه الأطراف الليبية، فإذا ما توغل الروس جنوباً سيجدون أنفسهم في مواجهة فرنسا، مثلما وجدوا أنفسهم وجهاً لوجه مع الأتراك في غرب ليبيا ووسطها، مع الفرق بين القوة الروسية الصاعدة والقوة الفرنسية التي تخطط للانسحاب تدريجياً من المنطقة.
الجنوب الليبي والساحل ساحتان مرشحتان، للعبة دولية كبرى، قد تضيع في نهايتها مصالح ليبيا كما حذر “خشانة”- مستشهداً بما قاله خبراء فرنسيون إن المعادلة الصعبة هي كيف يمكن ملاحقة الجماعات المسلحة، من دون الحلول محل الجيوش المحلية، وهذه نظرة دائما ما تذرع بها الفرنسيون لتبرير تدخلهم العسكري في بلدان مجموعة الخمسة: النيجر ومالي وموريتانيا وتشاد وبوركينا فاسو.