بؤساء حرب السوشيال
مهند نجم
يستيقظ الليبيّون على أخبار منتشرة بوفرة يقودها بؤساء حرب السوشيال، تسمية راقت لي بعد نقاش دار مع بعض الزملاء حول الصفحات والأسماء التي تستلذّ بنشر أخبار تقدم الحرب الليبية الأهلية التي تدور رحاها منذ سنوات وتشتد في بعض الأحيان، خاصة في طرابلس هذه الأيام..
يتفنن البؤساء في تعزيز خطاب الكراهية وتغليف شعور “الشماتة الليبية” فيما بينهم بنشر صور أسرى ليبيّين يقاتلون قوات ليبية أو في تحطيم آلة يقودها شاب ليبي تحت غطاء “الدحر والتحرير” مصطلحات تكررت في آخر السنوات في مشهد بائس يقوده البؤساء في منصات التواصل الاجتماعي التي خلقت للترفيه والتطوير.
مزعج التصفح هذه الأيام وبندقية السوشيال تتفنّن في إراقة دماء ليبية تسيل شرقا وغربا والمستقبل “الأغبر” ينتظرنا جميعا وبكبسة واحدة في عصر السوشيال تستطيع أن تشاهد تطور باقي البلدان وكيفية ذكائهم في استخدام وسائل التواصل للمضي قدما فيما نحن نتفنن في تدمير ما تبقى من بلادنا عسكريا إلكترونيا سياسيا ورياضيا.
بندقية باتت مصدرا رئيسيا في نشر خيام العزاء وتعزيز الإقبال على ارتداء اللباس الأسود، مصدر للحزن والألم الموجع.
تنبأ فكتور هوغو في روايته الفرنسية الشهيرة بمشوار البؤساء في فرنسا إذ كانوا يوما ضحية ظلم اجتماعي وحروب جحيمها اليوم نعيشه في ليبيا وسط تعنت الجميع واختيارهم لصوت السلاح حلا ينهي أزمة لن تخلف لنا سوى “الثارات الدموية” ومثلما يعرف في ليبيا “الدم يجيب الدم” فقد أصبحت بندقية السوشيال مصدرا أساسيا يغذي الحرب السابقة والقائمة حاليا والمستقبلية باعتباري شخصا لا يتفاءل بمستقبل المشهد الحالي.