انتخابات إسطنبول تحد جديد لأردوغان
يتوجه الناخبون الأتراك اليوم في إسطنبول للإدلاء بأصواتهم في جولة الإعادة بعد قرار اللجنة العليا للانتخابات إلغاء نتائج الانتخابات الماضية التي فاز فيها مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو على مرشح حزب العدالة والتنمية بن علي يلدريم.
ويرجع المراقبون سبب إعادة الانتخابات لخسارة مرشح حزب العدالة والتنمية، الذي ينتمي له الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مستندين في تحليلهم على تصريحات أردوغان التي قال فيها “من يفوز في إسطنبول يفوز بتركيا” والذي اعتبروه مبرزا لأهمية الفوز برئاسة بلدية إسطنبول وعمق دلالاته، الأمر الذي جعله وحزبه – العدالة والتنمية- يفقدان أعصابهما بعد الخسارة في الانتخابات الماضية، ليضغطا بكل قوة نحو إعادتها المقررة اليوم الأحد في محاولة لاستعادتها من مرشح المعارضة أكرم أوغلو الذي سبق وفاز على مرشح الحزب بن علي يلدريم.
ويتجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع في عاصمة تركيا الاقتصادية التي يعيش فيها أكثر من ستة عشر مليون شخص، والتي تعتبر الرافعة نحو كرسي الرئاسة إذ سبق أن كان أردوغان رئيسا لبلديتها، وانطلق منها لبناء مجده السياسي، وبقدر رهانه على الفوز بانتخاباتها، فإن خسارة مرشحه مجددا ستشكل صفعة مدوية له.
ومن ناحية أخرى إذا لم يتمكن يلدريم من الفوز، فذرائع الإعادة لم تكن مقنعة أبدا، وقد جلبت عداء الكثير من الدول نحو حزب العدالة والتنمية، أما خسارته فستعزز الانقسامات الحادة داخل الحزب، وستهدد الماكينة الانتخابية التي لا تهزم بالتوقف فالمدينة هي الوقود الذي يديرها، ولربما يمتد الإحساس بالتهديد إلى انتخابات الرئاسة المقبلة.
ويبقى التصويت اليوم هو من سيرسم ملامح العلاقات الخارجية لتركيا، والخطوط العريضة لاقتصادها، كما أن أي خلل في تقبل النتائج من شأنه إحداث خسارة بثقة المستثمرين وخفض التصنيف الائتماني لتركيا وفقدان ثقة ودعم صندوق النقد الدولي ما ينعكس بصورة مشاكل حقيقية للشعب التركي.