الوعي المجتمعي.. حالتان من قرى الجنوب نموذجًا
الحسين المسوري
في بادرة رائعة أقام نشطاء المجتمع المدني وقفة تضامنية بمستشفى سمنو القروي مع الأطقم الطبية وفريق الرصد والتقصي البوانيس لمجابهة فيروس ((كوفيد19)) المعروف بكورونا المستجد في الجنوب الليبي، هذه الوقفة التي نظمتها ((دار البوانيس للثقافة والتراث)) شارك فيها الفنان الليبي عازف الكمان، بشير موسى أقدورة، بعزف مقطوعات موسيقية يحبونها في مشهد رائع.
لا شك بأن الوعي المجتمعي مهم جدا سواء في الظروف الطبيعية أو الاستثنائية فهو يسهل عملية المحافظة على الاستقرار خلال السلم ويساهم في الازدهار والتطور والرقي بالمجتمع والدولة ويمنع الانزلاق نحو المجهول خلال الأزمات التي تمر بها المجتمعات.
خلال أزمة انتشار فيروس ((كوفيد-19)) المعروف بكورونا المستجد، من أهم الملاحظات التي تعبر عن غياب الوعي المجتمعي هو عدم تفريق كثير من المواطنين بين ((الإصابة بالمرض)) وبين ((العيب والسلوك غير السوي أو غير الأخلاقي)) فقد تعامل الكثير مع الإصابة بفيروس كورونا المستجد بأنها ((عيب وعار)) ووصلت إلى حد الإنكار ووصل الأمر إلى الاحتجاج الجمعي على ذكر مناطقهم ومدنهم خلال الإعلان عن الحالات المصابة من قبل المركز الوطني لمكافحة الأمراض، أو اللجان المعنية.
ما لفت انتباهي هو الوعي الذي تمتعت به عائلة النغنوغي الليبية من قرى الوادي بالجنوب الليبي والتي ((قدمت شهادة شكر وتقدير باسم العائلة إلى الطاقم الطبي والإداري بمستشفى الهواري ببنغازي والعاملين بمركز الرصد لجائحة كورونا ببلدية الأبيار ومنظمات المجتمع المدني بالأبيار على الاهتمام الذي قدموه للمصابين من عائلتهم خلال فترة الحجر بمستشفى الهواري))، وفقًا لما نشرته صفحة مستشفى الهواري بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
هذا الوعي من قبل نشطاء المجتمع المدني والفنان بشير موسى أقدورة ودار ((البوانيس للثقافة والتراث)) وعائلة النغنوغي افتقدناه عند الكثيرين من الذين يقيمون في المدن والذين يتعاملون مع الإصابة بفيروس كورونا المستجد وكأنها عار لا يجوز أن يلحق بهم!!!.