الهوية الليبية تعلن حربها في يومها الوطني
تقرير 218
هل يكفي يوم واحد في العام، لإحياء اليوم الوطني للزي التقليدي في ليبيا هذا العام؟ هذا السؤال بمُجرّد أن رأى النور، حتى تفاجأ أن لديه عدة أجوبة لا إجابة واحدة، ساهم فيها الليبيون والليبيات مع أطفالهم وكبارهم، في يومٍ أصبح عنوانا رئيسيا للوحدة الوطنية الليبية، دون أن تتدخل أي أطراف سياسية أو مسلحة في هذا الإنجاز الكبير، الذي أثبت أنه قادر على إحياء الفرح والفخر بالهوية الوطنية التي تمتاز بألوان وثقافات عريقة.
ويرى بعض المهتمين بالتراث واللباس التقليدي على وجه الخصوص، أن اليوم الوطني لإحياء الزي الشعبي، لم يعد مجرّد مناسبة يخرج فيها الناس بلباس أجدادهم وحسب، بل أصبح جُزءًا مُهمًا وقويًا في ليبيا، لما لهُ من مرجعية تاريخية تكشف مدى تماسك الليبيين ببعضهم وتمنع عنهم الفُرقة، التي تعمل على صناعتها أطراف ترى في وحدة ليبيا، خطرا عليها، وهي ذات الأطراف التي تحاول أن تقسم الليبيين بين شرق وغرب وجنوب، في أحيان أخرى، تعمل على بثّ سمومها في الأمة الليبية الواحدة.
قدّم الليبيون والليبيات، لكل المتصدرين للمشهد السياسي، الدرس الأكثر قسوة على متصدري المشهد السياسي، وهو أن ليبيا لا تقبل بأوقات الفراغ القاتلة ولم تعد بحاجة لأي أجسام سياسية أصبح وجودها سببا رئيسيا في أزمتهم. وأن اليوم الوطني للزي التقليدي كفيل بأن يكون المخرج الوحيد، إن اعترفت الأطراف الليبية، لكل الليبيين أنها ضيّعت أعواما على ليبيا، وصنعت لنفسها فقط، واقعًا لا يشبه واقع طوابير القهر والتحرّش بالنساء، الحادثة التي تُحسب في قائمة الإنجازات الحكومية في ليبيا من الوفاق والمؤقتة، والتي أزاحت الستار عن ما كان مخفيًا لفترة من الزمن.
قد يكون اليوم “اليتيم” لإحياء التراث التقليدي، عابرا في ذاكرة ليبيا التي أصبحت تناضل وتعمل على محوِ كل من شوّهها ويعمل على تغيير ثوبها وإرثها العريق، لكنّه بالتأكيد، سيكون الملجأ الوحيد حين تسقط أقنعة البعض، التي يرتديها من لا يعرف ولن يعرف أن تنوّع ليبيا الثقافي والجغرافي، هو السلاح الوحيد الذي لا يُشترى ولا يُباع، والقادر أيضًا على إنهاء زمن المراهقة السياسية لكل الأطراف في ليبيا.