“الهدنة الهشة” وخيارات تقويتها
تقرير| 218
في 11 يناير الجاري أعلن الجيش الوطني إيقاف القتال والدخول في هدنة، رسالة تلقفها المجلس الرئاسي سريعاً معلنا موقفاً مشابهاً استجابة لدعوة بوتين وأردوغان تمهيداً للقاء موسكو وبرلين.
اليوم وبعد أسبوعين تقريباً من إعلان الهدنة يظهر واضحاً لكل متتبع للمشهد أن هذه الهدنة ما تزال وليدةً وطرية العظم، فهي “هشة” بالتعبير السياسي، وهذه الهشاشة مرجعها انقطاع جسور الثقة بين حكومة الوفاق التي يمثلها فائز السراج وفتحي بشاغا، وبين القيادة العامة التي أعلنت أنها سترد بقوة على أي خرق، وكذلك عدم رضا التشكيلات المسلحة بنصيبها من طرابلس والمنطقة الغربية، واستماتة الجيش على تطبيق شروطه.
وبخلاف جدلية (المبتدأ والخبر أو المرسل والمستقبل أو المدافع والمهاجم)، ظلت أصوات المدافع تسمع خصوصاً في آخر ثلاثة أيام مع إحصائيات لقتلى وجرحى تظهر عبر منصات التواصل ووسائل الإعلام ما يزيد من حجم الضغوطات على الدول المنادية بهذه الهدنة وعلى البعثة الأممية خصوصاً التي أرادت تهيئة المناخ لمؤتمر برلين وملتقى جنيف.
وسط هذه الهشاشة تزداد مهمة البعثة الأممية تعقيداً ويضيق من جديد أفق العملية السياسية، ويزداد مناخها المتوتر تسميماً، جميعها تحديات كبرى تتوقف عليها استدامة حالة وقف إطلاق النار وتحويل الهدنة المؤقتة الهشة إلى اتفاق دائم.