“النواب” يصدم الليبيين.. بـ”ثقافة برلمانية صفر”
218TV|خاص
استذكر الليبيون اليوم على سبيل السخرية والطرافة والكوميديا السوداء أغنية المطربة اللبنانية فيروز التي قالت في إحدى أغانيها: “تعى ولا تجي.. وإكذب علي”، وهم يقرأون إعلان الدعوة التي وجهها مجلس النواب لأعضائه لحضور جلسة تشريعية، إذ وردت في الدعوة عبارة غامضة وغير مفهومة وغير مبررة صدمت الليبيين، ودفعتهم إلى التحسر على الأموال التي دفعوها على شكل رواتب لمن يُفْتَرَض أنهم نواب يمثلون الشعب، فقد ظهرت الدعوة البرلمانية للأعضاء في نظر ليبيين كثر كما لو أنها موجهة لحضور حفل زفاف، وليس لجلسة تشريعية مهمة تختص بحياة الليبيين المتدهورة على صعد كثيرة.
في الدعوة التي نالتها سخرية واسعة على منصات مواقع التواصل الاجتماعي وردت عبارة “نأمل منكم الحضور”، إذ يقول كثيرون إن هذه العبارة ربما تكون صالحة لجمهور مباراة كرة قدم، أو أي رياضة أخرى، أو ربما تكون صالحة لندوة سياسية أو اقتصادية، لكنها حين ترد في دعوة لجلسة برلمانية فإنها تكون خارج مكانها ونطاقها، فالنائب الذي يمثل ليبيا يفترض ألا يأمل أحد حضوره الذي يعتبر واجبا دستوريا يعرفه النائب سلفا، ويكون شغوفا بعمله وباللجان البرلمانية التي يشترك في جلساتها، بل ينبغي أن يكون يومه كله من أجل الشعب الذي انتخبه لحضور الجلسات لا التغيب عنها.
يفترض ليبيون أن الطبقة البرلمانية الحالية تحتاج إلى “دروس خصوصية” في الثقافة السياسية والبرلمانية، التي تبدو حاليا عند مستوى الصفر، فيما يرد آخرون أن كثيرا من النواب لا يتواجدون أساسا في ليبيا حتى يأخذوا دروس التثقيف السياسي، والتثقيف في أدائهم البرلماني الذي لم يتطور كثيرا رغم مرور سنوات على انتخابهم في مجلس النواب الذي ظهر كمؤسسة ضعيفة سياسيا، ومرهونة بالكامل لصالح رئيسها المستشار عقيلة صالح وفق ما يقوله ساسة ليبيون كثر في إطلالتهم الإعلامية.
ساخرون آخرون قالوا إن كان حريا بإدارة مكتب مجلس النواب أن توجه العبارة المثيرة للجدل إلى “بوعكوز” الذي وقف مرارا بعصاه الغليظة على باب مقر البرلمان رافضا عقد جلسات برلمانية مهمة، في ظل إشارات سياسية وبرلمانية كانت تقول إن بوعكوز كان موجهاً ومُسيّرا، فيما يتساءل آخرون ما إذا كان العقيد معمر القذافي قد سمح لليبيين بممارسة أي نوع من الممارسة السياسية أو الديمقراطية في ظل نظام مهترئ دام أكثر من أربعين عاما.