النفط بوصلة المواقف الأميركية في ليبيا
تقرير | 218
النفط ومكافحة الإرهاب كانا رسالة صريحة وواضحة من الولايات المتحدة الأميركية في تعاملها تجاه الملف الليبي، إذ لم تركز بشكل كبير على العملية السياسية التي ظلت مثيرة لاهتمام المجتمع الدولي.
فمنذ أن زاد الانقسام حدة خاصة بعد انطلاق عملية فجر ليبيا لم يصدر عن أميركا أي خطاب أو مبادرة أو ورقة ضغط تنهي بها عنف القتال إلى أن جاءت عملية الشروق المنبثقة عن فجر ليبيا والتي دارت رحاها في منطقة الحقول النفطية . عند ذاك تدخلت الولايات المتحدة داعية إلى إنهاء الصراع بعد أن وصلت الأضرار إلى “الثروة النفطية”.
لم يقتصر موقف واشنطن عند تلك المرحلة بل تعداه في أكثر من موقف تمثل في مكافحة الإرهاب الذي تكفلت به القوات الأمريكية في أفريقيا “أفريكوم” وحديث ترامب عن مواجهة الإرهاب بليبيا في خطابات عديدة.
ترامب وجه رسالة منذ أشهر إلى السراج وعقيلة منتقدا فيها تعاملهما مع الملف النفطي متوعدا بملاحقتهما إن تأزم الوضع في منطقة الهلال النفطي، في مُبادرة أميركية أخرى يقف وراءها الخوف على “الذهب الأسود”.
أخيرا كان موقف الولايات المتحدة واضحا تجاه الجنوب إذ اقتصرت رؤيتها على حقل الشرارة النفطي أكبر الحقول في ليبيا ودعت إلى وقف القتال فيه.
مواقف يرى فيها متابعون إنها توضح أن للولايات المتحدة مصلحة في ليبيا ولكن ليس بوضع حل يفضي إلى الاستقرار في البلاد بل لأنها بلد نفطي وبوابة كبيرة لتوجه الإرهاب نحو أميركا.