المواطن بين شح السيولة وارتفاع عمولة الخدمات الإلكترونية
تقرير
منذ سنوات ليست بالكثيرة؛ أطلقت عديد المصارف التجارية الليبية خدمات الدفع الإلكتروني؛ في محاولة لاحتواء أزمة السيولة والتخفيف من حدة الطوابير والازدحام أمام المصارف، ولكن بعد مرور السنوات، تباينت الآراء حول آلية التعامل بهذه البطاقات، بين مؤيد ومعارض، إذن.. ما هو سقف توقعات الزبائن لمستوى جودة هذه الخدمات المصرفية المُقدّمة لهم؟
قناة “218”؛ استطلعت آراء المواطنين في مدينة “طبرق”، حول مدى إقبالهم على بطاقات الدفع الالكتروني، إذ يُفضل بعض المواطنين استعمال البطاقة تجنبا لعناء الازدحام أمام المصرف، غير مبالٍ بزيادة العمولة المفروضة على هذه المنتجات، بينما يُفضّل مواطنون آخرون التعامل بالنقود الحيّة فضلاً عن دفع هذه الزيادة.
التخفيف من أزمة السيولة والطوابير
بدوره، قال مدير مصرف التجارة والتنمية فرع “طبرق”، عبد القادر أحمد عبد القادر، خلال حديثه مع “218”، إن الخدمات الإلكترونية في “طبرق”؛ تحظى بإقبال واسع من قبل المواطنين، والتجار وأصحاب المحال التجارية، وإن خدمة “ادفع لي” في المدينة خففت بنسبة 50% من أزمة السيولة والطوابير.
وكشف “عبد القادر” عن سبب تفضيل بعض المواطنين استخدام النقود الحيّة بدلاً عن استخدام خدمات الدفع الإلكتروني، قائلاً إن المواطن الليبي اعتاد ثقافة استخدام النقود الحيّة، وإنه بدأ يجتاز هذه الثقافة شيئًا فشيئًا.
تحديث خدمة مصرفي بلس
من ناحيته؛ أكد رئيس قسم الحسابات الجارية بمصرف الجمهورية فرع البطنان، محمد فرج ادحيدح، لـ “218”، أنهم بصدد تحديث خدمة مصرفي إلى مصرفي بلس؛ إذ يحتوي هذا التطبيق على مزايا تعبئة الكروت و”ادفع لي” من حساب إلى آخر، مشيرًا إلى أن العمولات المفروضة على الخدمات الإلكترونية المتعلقة بخدمات الرسائل والاستعلام عن الراتب، تُعدّ معقولة إذ تصل الى 12 دينارا سنويا.
ومن منطلق الخدمات الالكترونية وبطاقات الدفع، تمتلك المصارف التجارية الليبية العديد منها، فعلى سبيل المثال لا الحصر، يمتلك مصرف ليبيا المركزي عددا من المنظومات الالكترونية التي من شأنها خفض التكاليف والوقت، منها المنظومة المحاسبية نظام معالجة الصكوك آليًا ومنظومة نظام آلات السحب الذاتي، ومنظومة المقاصة الإلكترونية ومنظومة التسوية الإجمالية الفورية، ويمتلك مصرف الوحدة العربية العديد من الخدمات الإلكترونية، منها بطاقة الفيزا، وبطاقة الزاد، وتطبيق الوحدة موبايل، والموبي كاش، بينما يمتلك مصرف الجمهورية تطبيق مصرفي بلس، وبطاقة الفيزا بلو والعديد من الخدمات الأخرى.
الخدمات الالكترونية في زمن كورونا
وفتحت أزمة “كورونا” المجال أمام البنوك والمصارف؛ لإعادة تفعيل وتنشيط استخدام الخدمات المصرفية الإلكترونية، لاسيما بعد قرارات حظر التجوال والإجراءات الاحترازية، التي تفرض عدم الازدحام.
ويبقى تساؤل المواطنين، حول مستقبل هذه الخدمات المقدمة، بين تطور التكنولوجيا وشُحّ السيولة النقدية، وغلاء عمولة هذه الخدمات؛ مطروحًا، فهل نتمكن من الاستفادة من هذه الخدمات كغيرنا من الدول؟ ونعتمد بشكل كلي، على التعاملات المصرفية الرقمية، ويتلاشى، مع مرور الوقت، استخدام النقود الورقية والمعدنية، وتختفي معها طوابير المصارف؟ أم أن الأمور ستستمر على ما هي عليه لتبقى معاناة المواطنين مستمرة في ظلّ نقص السيولة.