المهاجرون في ليبيا.. بين مطرقة البحر وسندان الاحتجاز
قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن اتفاقية مكافحة الهجرة المبرمة بين إيطاليا وليبيا، بدعم من الاتحاد الأوروبي، أتاحت لخفر السواحل الليبي مواجهة المهاجرين واللاجئين الذين يصلون إلى ليبيا بعد فرارهم من النزاع والفقر في بلادهم، كمحطة أولى قبل العبور الخطير عبر البحر الأبيض المتوسط ليتم اعتراضهم وإعادتهم إلى ليبيا واحتجازهم في مراكز اعتقال تديرها الجماعات المسلحة قرب الخطوط الأمامية للقتال.
ولفتت الصحيفة إلى أن خفر السواحل الليبي اعترض مؤخراً قاربا مطاطيا على متنه 45 مهاجرا، بينهم سبع نساء وطفل، أثناء محاولتهم الوصول إلى إيطاليا، وأجبروا على العودة إلى منطقة حرب في ليبيا.
لكن المنظمة الدولية للهجرة ذكرت الشهر الماضي أنه على الرغم من الاعتراضات، فإن محاولات عبور البحر في ازدياد، مدفوعة بتصاعد العنف في الحرب الأهلية في ليبيا.
يشار إلى أن الاتفاقية الإيطالية الليبية لمكافحة الهجرة، التي تم تجديدها الشهر الماضي، تقوم روما بموجبها بتقديم الدعم المالي واللوجستي لخفر السواحل ومراكز الاحتجاز، وفي المقابل تمنع ليبيا المهاجرين من الوصول إلى ساحل إيطاليا.
دفعت المعارضة لإعادة المهاجرين إلى مراكز الاحتجاز الخطرة في ليبيا فرنسا إلى التخلي عن خططها لتسليم ستة قوارب لخفر السواحل الليبي هذا الأسبوع بعد دعوى قضائية رفعتها ثماني منظمات للدفاع، وفقًا لوكالة “أسوشيتيد برس”، يقول المسؤولون الإيطاليون إنهم يعملون على تعديل الصفقة لتحسين أوضاع المراكز.
وفي أكتوبر، صوت برلمان الاتحاد الأوروبي ضد زيادة عمليات البحث والإنقاذ في البحر الأبيض المتوسط على الرغم من أن الممر البحري إلى أوروبا كان أكثر طرق المهاجرين دموية في العالم منذ عدة سنوات.
وبحسب “وول ستريت جورنال”، فقد ساعدت تدابير مكافحة الهجرة في تقليل عدد الوافدين غير الشرعيين إلى أوروبا، لكن الآلاف ما زالوا يخاطرون بعبور البحر على الرغم من درجات الحرارة الباردة مع حلول فصل الشتاء، وهذا العام غرق أكثر من 1000 شخص في البحر، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة، بينما اعترض خفر السواحل أكثر من 8840 شخصًا وأعادهم إلى ليبيا التي تضم نحو 700 ألف مهاجر غير قانوني.
وقال الناطق باسم البحرية الليبية العميد أيوب قاسم، “لقد رأينا نحن خفر السواحل الليبيين الحاجة إلى إغلاق الباب أمام المهاجرين لعبور البحر من أجل القضاء على ثقافة الهجرة والتخلص من هذه الفكرة القائلة إن ليبيا بلد سهل العبور.. إما يذهبون إلى المنزل أو يتحملون مثل الليبيين”.
ورأت الصحيفة أن المخاطر التي يتعرض لها المهاجرون على الأرض تقارب ما يواجهونه في البحر، ويُعتقد أن ما بين 7000 و8000 شخص محتجزون في مختلف مراكز الاحتجاز الليبية، التي تقول جماعات حقوق الإنسان إنها تنتشر فيها الانتهاكات بما في ذلك الضرب والظروف المعيشية غير الصحية والقليل من الطعام.
ويأمل بعض المهاجرين أن تتم معاملتهم كلاجئين وإعادة توطينهم من قبل وكالة الأمم المتحدة للاجئين وفق برنامج معد لهذه الغاية، لكن ذلك قد يستغرق شهورا أو سنوات. وأيضا تقدم المنظمة الدولية للهجرة رحلات مجانية إلى بلدانهم الأصلية، وتقول جماعات الإغاثة إن البرنامج مثير للجدل لأن المهاجرين يقبلون عادة العرض باعتباره السبيل الوحيد للخروج من مراكز الاحتجاز.