المنفيون إلى إيطاليا .. جرح غائر في الوجدان الليبي
تقرير 218 خاص
في السادس والعشرين من أكتوبر في كلِّ عامٍ يستدعي الليبيون ذكرى أليمة، بتهجيرِ آلافٍ ممّن قاوموا الاحتلالَ الإيطاليّ، فاتخذت قواتُ الاحتلالِ حيناً قراراً بنفيهم إلى الجزر الإيطاليّة، ولم يعلم أحدٌ مصيرَ الكثيرِ من هؤلاء الضحايا.
من إيطاليا يتحدّث رئيسُ المجلسِ الرئاسيّ فائز السراج، في تصريحٍ يتبدّى فيه صراعُ الماضي والحاضر أوضحَ ما يكون، مُبتدئاً حديثَه بالقول إنّ الاستعمارَ نفى أعداداً كبيرةً من الليبيين، وخاتماً حديثَه بأنّ الأصدقاءَ الإيطاليين سيعملون من أجل إجلاء الغموضِ حولَ القضية.
بين الجملتين المتقاربتين في البيان المقتضَب، والمتباعدتين في المعنى والوصف، يمرّ الكثيرُ من التاريخ والسياسة، ويجزم السراج ببقاء الضحايا حاضرين في الذاكرة الوطنيّةِ الليبيّة.
رئيسُ المجلسِ الرئاسيّ ذكّر بالبيان الإيطاليِّ الليبيِّ المشترَك عامَ ألفٍ وتسعمائةٍ وثمانيةٍ وتسعين، الذي وقّعه وزيرا خارجيّةِ ليبيا وإيطاليا، ونصّ في أول نقاطِه على البحث عن المنفيين خلالَ حقبةِ الاحتلال.
القرارُ الذي اتخذه رئيسُ الوزراءِ الإيطاليّ حينها جيوفاني جولييتي، ونفّذه الجنرالُ كارلو كانيفا، ظلّ جرحاً غائراً في الوجدان الليبيِّ لأكثرَ من مائةِ عام، ولم يلتئم بعد.