“المكسرات” في ليبيا بـ “العلالي”.. و “الحلو ميْتمّش”. اعرف أكثر
218TV|خاص
عبير عويدات
لم يترك “وحش الغلاء” سلعة في ليبيا من دون أن يطالها، ومن دون أن يبعدها عن “متناول الليبيين”، فلم يعد سرا القول إن سلعة بدت أساسية في “الماضي القريب” في مناسبات الليبيين و “عشياتهم وسهرياتهم” قد أصبحت بعيدة تماما، بعد أن لوحظ في الفترة الماضية “انسحابا تدريجيا” لهذه السلعة من بيوت الليبيين، نظرا لـ”سعرها الفلكي” في حال توفرها، أو توفر السيولة الكافية، ولو من أجل شراء القليل منها.
قبل سنوات قليلة كان “أفضل وأجود” نوع من المكسرات يتم بيعه في الأسواق بـ 15 دينارا ليبيا للكيلو الواحد، مع وجود لأنواع يباع الكيلو غرام الواحد منها بنحو عشرة دنانير، إذ ظلت تستخدم بكثافة في صنع أصناف الحلويات الليبية إن في محال بيع الحلويات، أو ما يجود به “جدول أعمال” ربات البيوت في ظل مهام يومية مزدحمة في “الحوش”، لكن هذه السلع التي لم يكن يخل منها أي “حوش” في ليبيا، وعبر أجيال عدة أصبحت اليوم “سلعة كمالية”، والمطالبة بها تقود إلى الاتهام بـ “الترف والتبذير”، فسعر الكيلو غرام الواحد في “السنوات العجاف” التي تعيشها ليبيا قد قفز إلى نحو ثمانين دينارا، ولن يتفاجأ أحد لو قيل إنها ناهزت المائة دينار.
نوّع الليبي في السنوات الأخيرة من “طقوس مائدته” مسايرة لـ”التقشف الاضطراري”، وتفهما لـ”سيولة لا تأتي”، لكن بعض السلع –ومنها المكسرات- ليست مرتبطة بنوع من “البذخ والترف”، بقدر ما هي مرتبطة بـ”ذكريات وهدرزات”، وطقوس اجتماعية، إضافة إلى أن المكسرات في الأعراس هي أحد نجوم أي احتفال، ومن دونها “الحلو ميْتمّش”، وكأن هناك من يريد أن يغتال “ذاكرة وأفراح” الليبيين، وأن “يُنغّص” على “سهريتهم” كل يوم.