المكتبة (35)
نُخصص هذه المساحة الأسبوعية، كل يوم أحد، للحديث عن العلاقة بين المبدع وكتبه، والقراءة، والموسيقى.
منصورة عز الدين كاتبة وروائية مصرية، تشغل منصب نائب رئيس تحرير جريدة أخبار الأدب المصرية إلى جانب عملها محررة لقسم الكتب بالجريدة.
صدر لها:
(متاهة مريم ـ 2004)، و(بساتين البصرة ـ 2020)، و(وراء الفردوس ـ2009)، و(جبل الزمرد ـ 2014)، و(أخيلة الظل ـ 2017)، و(مأوى الغياب ـ 2018)، و(خطوات في شنغهاي في معنى المسافة بين مصر والصين: ـ 2020)، و(نحو الجنون ـ 2013).
الجوائز
ـ جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة في دورتها التاسعة عشرة في فرع الرحلة المعاصرة عام 2020، عن كتابها “خطوات في شنغهاي”.
ـ جائزة أفضل رواية عربية في معرض الشارقة الدولي للكتاب عام 2014، عن روايتها “جبل الزمرد”.
ـ جائزة أفضل مجموعة قصصية مصرية في معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2014، عن مجموعتها القصصية “نحو الجنون”.
ـ وصلت روايتها “ما وراء الفردوس” للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية ـ البوكر عام 2010.
ـ وصلت مجموعتها القصصية “مأوى الغياب” إلى القائمة القصيرة لجائزة ملتقى القصة العربية عام 2018.
ـ وصلت روايتها “بساتين البصرة” في عام 2021، إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية.
ـ ما الذي جاء بك إلى عالم الكتابة؟
ـ القراءة. كنتُ قارئة نهمة منذ سِنٍ مبكرة، واعتدت قراءة كل ما يصادفني، والكثير منه كان يفوق مرحلتي العمرية وقرأته لأنه كان الشيء المتوفر أمامي. لكن وقتذاك لم أتخيّل أنني سأكون كاتبة عندما أكبر. حتى وأنا أقرأ روايات نجيب محفوظ واحدة تلو الأخرى لم تخطر لي الكتابة كمستقبل محتمل، بل الرسم. كنت أحاكي رسومات الفنان الراحل جمال قطب في روايات محفوظ، وأحلم بأن أكون فنانة تشكيلية يومًا ما. كان كل شيء حولي تقريبًا يدفعني بعيدًا عن الكتابة من أول مدرس اللغة العربية في الصف الخامس الابتدائي، الذي رفض تصديق أنني من كتب موضوع التعبير المطلوب منّا، وأرغمني على ادّعاء أن أخي الأكبر هو من كتبه لي، ثم عاقبني بعدها، حتى خطط أمي لي وحلمها بأن أدرس الطب أو الصيدلة، ثم في النهاية الهندسة التي التحقت بها بالفعل، لكنني حوّلت أوراقي منها على الفور إلى كلية الإعلام بجامعة القاهرة لدراسة الصحافة، لأنني اعتبرتها وقتها الأقرب إلى ميولي الأدبية. قبلها مباشرةً كنت قد بدأت كتابة القصة بلا مقدمات، ونُشِرت لي أكثر من قصة، لكن البداية الحقيقية جاءت مع انتقالي للدراسة في القاهرة وفوزي بجائزة للقصة القصيرة على مستوى الجامعات المصرية.
ـ ما الكتاب الأكثر تأثيراً في حياتك؟
ـ التأثير لمجموع القراءات وتفاعلي معها وليس لكتاب بعينه. لكن يمكنني قول إن كتب منهج الكيمياء في المرحلة الثانوية غيَّرت نظرتي إلى العالم كليًا، وحتى الآن أعتبر الكيمياء علمًا سحريًا.
ـ أول كتاب قرأته؟
ـ بعيدًا عن قصص الأطفال وروايات الجيب البوليسية، كان أول كتاب قرأته كاملًا هو “حول العالم في 200 يوم” لأنيس منصور، وقد أحببته وقتذاك لدرجة أنني أعدتُ قراءته أكثر من مرة.
ـ علاقتك بالكتاب الإلكتروني؟
ـ علاقة حديثة نسبيًا لأنني أُفضّل قراءة الكتاب الورقي. في حالة السفر ألجأ للكتاب الإلكتروني بدلًا من حمل الكثير من الكتب معي وكذلك في حالة الكتب التي نفدت طبعاتها الورقية ولم تعد متاحة سوى إلكترونيًا.
ـ الكتاب الذي تقرئينه الآن؟
ـ مستمتعة جدًا بقراءة كتاب “إبراهيم ناجي.. زيارة حميمة تأخرت كثيرًا” للدكتورة سامية محرز (دار الشروق). وهي تفكك فيه الكثير من الأساطير المتداولة عن جدها؛ إبراهيم ناجي، وتفكك معها أفكاراً شبه راسخة عن كيفية مقاربة سير الكتاب الراحلين، وطريقة تعامل المثقف العربي مع المرأة ونظرته لها، كما تؤرخ اجتماعيًا وثقافيًا لفترة مهمة انطلاقًا من سيرة فرد وعائلة.
ـ الموسيقى المفضلة لديك؟
ـ ذوقي في الموسيقى متنوع بين الموسيقى الشرقية والغربية وبين القديم والحديث. وأحيانًا أستمع إلى موسيقى بعينها خلال كتابة عمل مُعيّن. وأنا أكتب “أخيلة الظل” مثلًا كنت أستمع باستمرار إلى ماريا كالاس والروسي فلاديمير فيسوتسكي لأن الاثنين لهما علاقة بشخصيتين من شخصيات الرواية. ومع رواية بدأت في كتابتها منذ 2016، لا أتوقف عن سماع كارلوس غاردل وأم كلثوم وسيمفونيات بيتهوفن. يرافقني صوت محمد عبدالمطلب وموسيقى الجاز كثيرًا في مرحلتي التحرير والتنقيح، ولا أعرف سببًا لهذا.
ـ علاقتك بمؤلفاتك؟
ـ أتحاشى إعادة قراءتها ما أمكنني هذا لأنني حين أعاود قراءتها لسبب ما، مثل مراجعتها قبل إصدار طبعة جديدة مثلًا، أتوتر جدًا وأظل أفكر في بدائل محتملة لما كتبته فيها.
ـ هل ستغير الكتابة العالم؟
ـ نظلم الكتابة حين نطالبها بما يفوق قدراتها. التغيير الذي في مقدورها القيام به، غالبًا ما يكون على نحو فردي وتدريجي ورهيف. القراءة غيّرت حياتي، وأثق في أنها فعلت الأمر نفسه، بدرجات مختلفة، مع قراء آخرين ممن تفاعلوا مع ما قرأوه وتأثروا به. هناك كتب أدت إلى تغييرات جذرية في العالم، لكن مثل هذا النوع من التغيير ليس هو القاعدة، كما أنه ليس دائمًا تغييرًا نحو الأفضل.
ـ ماذا تحتوي مكتبتك؟
ـ تضم معاجم قديمة وكتب تراث وكلاسيكيات الشعر العربي في عصور مختلفة، وكتب فلسفة وتاريخ وعلم اجتماع وعلم نفس، إضافة إلى الروايات والقصص القصيرة والشعر الحديث. من وقت لآخر، تُفرَز العناوين الموجودة ويُستغنَى عن بعضها لصالح ضيوف جدد، وهناك أيضًا العناوين المرحلية، وأقصد بها كتب ومراجع في حقل مُعيّن أو تخص موضوعًا بعينه له صلة بعمل أكتبه.
ـ ما الذي يشغلك اليوم؟
ـ هذا سؤال مُربك لأن الانشغالات كثيرة لدرجة أن مجرد تذكرها أو التفكير فيها يسبب الدوار.
