المكتبة (24)
نخصص هذه المساحة الأسبوعية، كل يوم أحد، للحديث عن العلاقة بين المبدع وكتبه، والقراءة، والموسيقى.
كولالة نوري: شاعرة، كاتبة قصص وعمود صحفي، ومترجمة. ولدت في كركوك ـ العراق وتقيم الآن في أمريكا.
ـ لها 5 مجاميع شعرية: (لحظة ينام الدلفين ـ 1999)، (لن يخصك هذا الضجيج ـ 2001)، (تقاويم الوحشة 2005)، (حطب ـ 2010)، (قبعات مكسورة ـ 2016).
ترجمت بعض أشعار الشاعر الروسي فيسوتسكي إلى العربية والكوردية، وكرمت من قبل متحف الشاعر الروسي في پولندا عام 2012، حاصلة على درجة الدكتوراه في الترجمة – اللغة الإنكليزية، وحاصلة على دبلوم في اللغة الروسية.
عضو مجلس وسام هوميروس الأوروبي للشعر والفنون ـ بروكسل منذ 2016، مثلت العراق في الكثير من المهرجانات والمؤتمرات العربية والدولية.
ـ ما الذي جاء بك إلى عالم الكتابة؟
ـ عالم الكتابة والتشكيل والشعر كان موجودا في بيتنا منذ وعيت. أخي الأكبر كان يكتب الشعر ويرسم ويؤلف مسرحيات للمدرسة. في البيت كانوا ينظرون نظرة قُدسية (كلاسيكية) للكتاب أو الشعراء، وبأنهم صوت يختصر كل المشاعر الإنسانية التي قد لا يعرف الآخرون التعبير عنها بطريقة مؤثرة مثلهم. قلتُ كلاسيكية. لأنني لم أعد أؤمن بهذه القدسية.
ثم مادة الإنشاء في اللغة العربية في المدرسة في العراق (في وقتنا) التي تعرّف الطالب على نفسه ومدى قدرته على الاختلاف في طرح نفس الموضوع لجميع الطلاب. وتشجع موهبته في الكتابة. مُدرّسة مادة اللغة العربية التي سألت يوما في القاعة عمن تمتلك موهبة كتابة الشعر. فرفعت يدي قائلة إنني أكتب بعض الأشياء لكنني لست متأكدة وشجعتني.
إضافة لذلك، كنا كطلبة مرحلة متوسطة في مدينتي كركوك كان علينا الذهاب للمكتبة العامة لكتابة بحث عن موضوع ما لتعليمنا للمستقبل كيف نبحث في المكتبات عن كتاب أو مراحل إجراء بحوث علمية أو أدبية. رأيت عناوين مختلفة من قصص وقصائد وروايات لأسماء غريبة عليّ. فأصبحت المكتبة العامة في كركوك مكاني المفضل في العطل الصيفية.
ـ ما الكتاب الأكثر تأثيرا في حياتك؟
– الكتاب الأكثر تأثيرا في حياتي وفكري ونظرتي للكون والمجتمع والآخرين هو كتاب سارتر أو ثلاثية (دروب الحرية: سن الرشد / وقف التنفيذ / والحزن العميق). ربما لو لم أقرأ هذه الثلاثية في العشرين من عمري لتأخر لدي الوعي الأدبي والسياسي والاجتماعي بعشر سنوات. هذه الثلاثية كَبّرت وعيي الخاص وقدّمته عشر سنوات بأسبوعين وهي فترة الانتهاء من قراءتها.
ـ أول كتاب قرأته؟
ـ أول كتاب قرأته في حياتي هو كتاب: الأميرة النائمة وبألوان براقة وقصة ساحرة. القصة كانت هدية من أخي وأنا في الصف الثاني الابتدائي بعد أن شاهدني أقرأ دائما مجلتي الأطفال المعروفتين في العراق (مجلتي) و(المزمار)، وأستطيع أيضا أن أقول إن لتلك المجلتين دورا كبيرا في حبي للشعر العربي والقصص والأدب والعلم لتنوع مواضيعهما التي كانت تقدَّم بطريقة مناسبة للأطفال. وكانت فيهما زاوية صغيرة يكتبون فيها أقوال الأدباء والعلماء حسبما أذكر. وهذا جعلني أبحث عن سيرة هؤلاء الكُتاب وأعمالهم لاحقا.
ـ علاقتك بالكتاب الإلكتروني؟
ـ جيدة. منذ فترة طويلة في حياتي، خاصة سنوات التنقل، وحين كنت أزور أي بلد عربي اشتري حقيبة من الكتب. ثم أبدأ بتكوين مكتبة وحين أنتقل إلى مكان آخر أحاول أن أخفف الحمل بالاحتفاظ بأقل عدد ممكن أو أهم الكتب ثم أتبرع بالبقية. حسبما أتذكر قد أسست سبع مكتبات خلال تنقلي من دولة لدولة أو من مدينة لمدينة. ثم أخفف الحمل وهكذا وصلت إلى قناعة أن استفيد من خدمة الكتاب الإلكتروني رحمة بي، لكن في سنة الحظر رجعت مرة ثانية في مستقري الأخير في أمريكا لاقتناء الكتب الورقية أكثر.
ـ الكتاب الذي تقرئينه الآن؟
ـ رواية (أرض تسير نائمة) للكاتب ميا كوت، وهو روائي موزمبيقي يكتب باللغة البرتغالية بترجمة مارك جمال. إلى العربية.
ـ الموسيقى المفضلة لديك؟
ـ سمفونية الخريف (شوبان) أحب أن أتحرك صباحا على هذه الموسيقى العظيمة لا أملّ منها أحب شوبان عامة. وموسيقى المصري (عمر خيرت) أتابع حفلاته على الإنترنت.
أحب الأغاني والموسيقى الروسية وأتابع (باسكوف) و(ملاتسي) الروسيين. ومن العراق أحب الأغاني الفولكلورية وبعض المقامات والعزف على آلة القانون. أسمع الموسيقى والأغاني الكردية والفارسية والتركية. الموسيقى جزء مهم من حياتي وروحي. والمغني المغربي (سعد المجرد) أتابعه ويعطي طاقة إيجابية لحياتنا العصرية حين يكون عندي “ستريس”، أضع بعض أغانيه أبتسم لا إراديا وأردد معه رغم عدم فهمي لكل الكلمات أو أرقص عليها.
ـ علاقتك بمؤلفاتك؟
ـ علاقة مُلكية أحيانا أو علاقة اثنين لا يحبان البقاء معا، حيث هناك من مؤلفاتي ما أردت أن أحتفظ به كي لا أنساه. وآخر أردت أن أطرحه خارجا كي يسكن كتابا ولا أريد عودته لرأسي ثانية.
ـ هل ستغير الكتابة العالم؟
ـ إذا كنت تقصدين الكتابة الأدبية، لا أعتقد. وإلا لكنا غيرنا الناس القريبين منا على الأقل نحو الأفكار التي نطرحها في كتاباتنا. أنا أؤمن بأن العلوم تخدم البشرية أكثر بكثير، وهذا رأي منذ فترة طويلة.
فالكتاب الأدبي إذا استطاع أن ينقذ أشخاص معدودين أو آلاف فالعلم ينقذ الملايين. العلم سبب من أسباب تواصلك معي الآن بسهولة وبلحظة، رغم أننا في قارتين مختلفتين.
ـ ماذا تحتوي مكتبتك؟
ـ لدي مكتبة عربية إلكترونية في كمبيوتري فيها كتب أدبية متنوعة وفكرية وفلسفية ودينية وتطوير الذات واللغات. وورقية (كتب أدبية عربية) بدأت أبنيها هنا من جديد كما قلت. إضافة لكتب زوجي باللغة الإنكليزية.
ـ ما الذي يشغلك اليوم؟
ـ يشغلني اليوم صدور مجموعتي الشعرية السادسة قريبا عن دار الأهلية في الأردن. ويشغلني دوما هم الكتابة ومطالعة ما هو مهم وأهتم بصحتي كي نتحمل ما حدث ويحدث في حياتنا أو حياة من نحبهم ومصير هذا الكون.