المكتبة (21)
نخصص هذه المساحة الأسبوعية، كل يوم أحد، للحديث عن العلاقة بين المبدع وكتبه، والقراءة، والموسيقى.
مايا الحاج: كاتبة وناقدة أدبية لبنانية. ماجستير أدب فرنسي من الجامعة اللبنانية. عملت عشر سنوات في القسم الثقافي في جريدة الحياة، مراسلة في الاندبندنت عربية، وحاليًا مسؤولة قسم الثقافة في النهار العربي.
نشرت رواية (بوركيني ـ 2014)، التي ترشحت لجائزة الشيخ زايد، وفي عام 2017، صدرت بالفرنسية. بترجمة أنجزها أنطوان جوكي.
ـ ما الذي جاء بك إلى عالم الكتابة؟
-الكتابة هي كيمياء يصعب تفسيرها وتبرير معادلاتها.في طفولتي، اشتريت دفترا ودوّنت عليه يومياتي. لم أدرك حينها الأسباب التي دفعتني إلى ذلك. ثم امتهنت الصحافة، وصرت أكثر وعيًا برغبتي في الكتابة الروائية.
ـ ما الكتاب الأكثر تأثيرا في حياتك؟
-بعض الكتب تمنح القارئ فرصة أن يعيش حيوات أخرى، وبعضها الآخر يفتح آفاقه على عوالم لا يعرفها. ومنها ما يجعله يكتشف اناه، ويصير أكثر وعيًا وعدلًا وانحيازًا للجمال.وفي الواقع، كل كتّاب مهم قرأته أثّر فيّ من زاوية معينة.لذا من المجحف اختيار كتاب واحد، وإن كان (الأمير الصغير) لأنطوان دو سانت اكزوربيري، قد جعلني، وأنا طفلة، أكثر قدرةً على التخيّل وأكثر تفكّرا بالوجود وأكثر ثقة بأن البالغين هم أيضًا أطفال.
ـ أول كتاب قرأته؟
ـ أول كتاب قرأته هو (ألف ليلة وليلة)، ولم يكن يوجد في بيتنا سوى الجزء الأول منه. ولهذا رحت أعيد قراءة القصص، يومًا تلو آخر، حتى حفظت مقاطع منه.
ـ علاقتك بالكتاب الالكتروني؟
ـ علاقتي بالكتب الالكترونية سيئة، ولا أقرأها سوى في حالات الضرورة.
ـ الكتاب الذي تقرئينه الآن؟
ـ عملي في النقد الأدبي جعلني على تماس يومي مع الاصدارات الأدبية الجديدة. لكنني هذه الفترة متفرغة أكثر للقراءات الأكاديمية، وبين يدي حاليا كتاب بالفرنسية بعنوان (عودة سقراط) لمنصور مهني.وسوف ابدأ بقراءة كتاب (رجال الدار البيضاء) للمغربي أحمد المديني.
ـ الموسيقى المفضلة لديك؟
ـ الموسيقى رفيقتي الدائمة. تتغير الأنماط الموسيقية وفقاً للتقلبات المزاجية.وهنا استذكر مقولة برغسون: “إنَّ المفتاحَ الوحيد الذي يجعلُ اللّيل محتملًا، يكمنُ في الكتب والموسيقى”.. .
ـ علاقتك بمؤلفاتك؟
ـ علاقة ملتبسة. قليلة الرضا وكثيرة النقد. كتاباتي، في المقالة كما في النصوص الإبداعية، تغدو أجمل في عيون من يقرأها، ولهذا اهتم برأي كل قارئ، بمعزل عن سلبيته أو ايجابيته.
ـ هل ستغير الكتابة العالم؟
-الكتابة قد لا تغيّر العالم. لكنها من دون شك قادرة على تغيير الإنسان، بشكل فردي.
الكلمات لن تُخمد حرائق عالمنا المشتعل، لكنها تمرّ كسحابة لتنثر زخات تخفف شعورنا بهذا الاحتراق.الكتابة- مثل الرسم والموسيقى- لن تجد حلولًا لأزمات العالم ومشاكله، لكنها تجعله أكثر إنسانية.
ـ ماذا تحتوي مكتبتك؟
ـ المكتبة مثل الحياة، فيها كل شيء. تختلف الأنماط والنماذج والمشارب لكنها تجتمع كلها في كوكب واحد. ولكن الأدب الفرنسي هو الأكثر حضورا في المكتبة بحكم دراستي، والأدب العربي بحكم عملي وقراءاتي.
ـ ما الذي يشغلك اليوم؟
ـ أن تعود حياتنا إلى طبيعتها بعد هذه الظروف التي أثقلت كواهلنا.وأمام التحديات الخارجية، أجد أن الأنشغال بالعمل هو الأجدى.