أخبار ليبياحياة

المكتبة (11)

نخصص هذه المساحة الأسبوعية، كل يوم أحد، للحديث عن العلاقة بين المبدع وكتبه، والقراءة، والموسيقى.

خالد المطاوع: شاعر وكاتب ومترجم ليبي، مواليد بنغازي 1964، صدر له ستة دواوين باللغة الإنجليزية:
( Fugitive Atlas_2020)
(Mare Nostrum_2019)
( Tocqueville_2010)
(Amorisco_ 2008)

، هذا الديوان ترجم إلى اللغة العربية بعنوان (فلك الأصداء). (Zodiac of Echoes_2003)
(Ismailia Eclipse_ 1996) ، وأيضا هذا إلى اللغة العربية بعنوان (خسوف الإسماعلية).
ترجمة ( 11) ديوان من الشعر العربي المعاصر إلى الإنجليزية.
إضافة إلى عدد من الدراسات النقدية في نقد الشعر، والانطولوجيات الشعرية.

ـ ما الذي جاء بك إلى عالم الكتابة؟

ـ بدون شك القراءة والفنون الأخرى وربما كل الممارسات التي تُمَكّن التعبير عن الذات، مثل الرياضة. أذكر أن الروائي الإنجليزي جورج أورويل قدم لنا عدة عوامل تأتي بالإنسان للكتابة أو لصنع الفنون، وهي عوامل يتغير تأثيرها على الأديب أو الفنان مع الزمن والظروف. أولها، هي الذاتية أو الرغبة في إظهار الذات ولا يمكن للمرء القول إن هذا ليس دافعا للكتابة. ثانيا، الحماس الجمالي أو إدراك الجمال في العالم الخارجيّ أو في الكلمات ونظمها الصّحيح. القصد هنا هو أن الأديب فعلا يحب القراءة وفنيات الكتابة ويتمتع بصنعها سواء صنعها هو أو غيره. ثالثا، الحافز التأريخي وهو الرغبة في رؤية الأشياء كما هي وإيجاد المعطيات الواقعية وتسجيلها. الرغبة في معرفة الواقع كما هو تزرعها فينا القراءة، ومعها تتكون الرغبة في تدوين ما نعرفه وعرضه للآخرين.
العامل الرابع، هو الرغبة في دفع العالم نحو وجهة معينة، أو تغيير العالم بشكل ما لتصحيح أخطاء في التصرف أو في الفلسفة التي يدار بها العالم حولنا، وقد يكون هذا العالم الكبير أو الإنسانية عامة أو المجتمع الصغير المحيط بنا. الأديب والفنان عبر القراءة والفنون الأخرى يكون إحساسا بالعدل أساسه الجمال، ولذا تجده أو تجدها تسعى للعدل ولتغيير القبح في التصرفات وفي الشكل نحو الجمال.
قرأت مقال أورويل منذ عقود مضت ورجعت له في الآونة الأخيرة. وجدت أن كل هذه العوامل تعمل معاً كمحركات تدفعني للكتابة.

ـ ما الكتاب الأكثر تأثيرا في حياتك؟

ـ كتاب واحد أو كاتب واحد. لا يمكن! بل قد يكون الأمر خطيرا جدا أن ننحصر في كاتب أو كتاب واحد. سأذكر بعض الأعمال منذ الصغر لفترة الشباب، قصص القرآن، المنفلوطي، سيف بن ذي يزن، روبنسون كروزو، حياة مالكوم اكس، وليام فولكنر، الطيب صالح، في اس نايبول، غاييل غارسيا ماكيز، فديريكو غارسيا لوركا، فيليب لافين، فروغ فاروخزاد، لاري ليفيس، ويليام وردسورث، والت ويتمان،قسطنطين
كفافي، بابلو نيرودا، ايميلي ديكنسون، جون برغر، سيزار باييخو، ناظم حكمت، ولاس ستيفنز.

ـ أول كتاب قرأته؟

ـ أول كتاب لا أذكر. كان محل والدي بجانب المكتبة الوطنية بمدينة بنغازي، وكان صاحب المكتبة الأستاذ علي الخفيفي يسمح لي أن أقرأ الكتب بدون أن أشتريها. في الغالب كنت أقرأ الكتاب ثم أشتريه حتى أقرأه مرة أخرى. أما عن أول كتاب فقد يكون ملخص لحكاية سيف بن ذي يزن أو ملخص لقصة روبنسون كروزو استعرتها من المكتبة العامة بشارع عمر المختار بوسط المدينة ببنغازي.

ـ علاقتك بالكتاب الإلكتروني؟

.علاقة جديدة بدأت في زمن الكوفيد. اشتريت عدة روايات والتهمتها. أظن أنها علاقة التهام قراءة وليس للقراءة المتأنية

ـ الكتاب الذي تقرؤه الآن؟

A Brief History of Seven Killings ـ (تاريخ مختصر لسبع اغتيالات)” للروائي الجامايكي مارلون جيمس
ـ الموسيقى المفضلة لديك؟

ـ أحب أغلب أنواع الموسيقى من الفلكلوري إلى الحديث. ومن عدة مواطن وثقافات

ـ علاقتك بمؤلفاتك؟

ـ علاقة مرتبكة طبعا. أعمل عليها كما في حالة النشء أكِلّ وأجتهد لأجعلها تكبر وتنمو. قبل أن أطلقها للعالم. كثيرا ما أرتبك وأكاد لا أنشرها. قرأت كل كتبي بعد عام أو عامين من صدورها. وشعرت أنها جيدة ومشغولة بشكل جيد، أي أنني فعلا قمت بأفضل ما يمكن أن أقوم به لكتابتها.

ـ هل ستغير الكتابة العالم؟

ـ الكتابة دائما تغير العالم ولكن برتمها البطيء، وليس برغبتنا. الكتابات التي تغير العالم بشكل سريع هي كتابات إما تدعو إلى العنف أو لطفرات عاطفية زائلة. الكتابة تغير ببطء. الأفكار الجديدة الجيدة تأتي من الكتابة ولا تُقبل بسرعة ولكن مع الزمن تأخذ تأثيرها. كما الكتابة والفنون تعالجنا وتوجهنا بقدر معرفتنا وقابليتنا. البشر يُدمَّرون بالملايين وممكن في لحظة واحدة. الكتابة دورها أن تعالجهم وتوجههم كل على حدة.

ـ ماذا تحتوي مكتبتك؟

ـ كتب كثيرة. هناك كتب لم أقرأها، وكتب أرجع لها بشكل مستمر، وكتب لا أرجع لها كثيرا ولكن لا يمكن أن أستغني عنها. مكتبتي هي عمودي الفقري، وكلما دخلت مكتبة (بالأخص مكتبات الجامعات ذات المحتويات الكبيرة) بالرغم من تكدس الكتب ورائحة الغبار، أشعر أن العالم يتسع بشكل مذهل.

ـ ما الذي يشغلك اليوم؟

ـ أشتغل حاليا على عدة مشاريع لها علاقة بالتحرير أو الإدارة الثقافية أكثر من الكتابة وطبعا التدريس الجامعي. اليوم بالذات أقرأ تشكيلة قصص قصيرة بغرض نشرها في الفصلية التي أحررها، ميشيغان كوارترلي ريفيو:
https://sites.lsa.umich.edu/mqr/

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى