المغرب يستضيف المشري وعقيلة.. تمهيدا لـ”مائدة مفاوضات”؟
بعد استضافته لجولات الحوار السياسي في مراحله الأخيرة يعود المغرب إلى الواجهة من جديد عبر استضافته لرئيس مجلس النواب عقيلة صالح ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري.
زيارة صالح إلى المغرب تعد الثانية خلال عامين، إذ سبق أن زار الرباط في بداية انتخاب الأعلى للدولة بشكله الحالي خالد المشري رئيساً له خلفاً لعبدالرحمن السويحلي، لكن المبادرة التي كانت في الأفق تلك الفترة لم تصل مراحلها الأخيرة فذهبت أدراج الرياح.
زيارة عقيلة صالح وخالد المشري إلى المغرب اليوم تأتي في ظرفية خاصة، ذلك أن ليبيا قد خرجت لتوها من حرب استمرت 14 شهراً، وقد تدخل في حرب تطول كذلك بالنظر إلى مستوى التحشيدات العسكرية من قبل تركيا وقوات الوفاق، ومن قبل الجيش الوطني، من دون إغفال الحضور المصري المتمثل في تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي، لذلك تسعى الرباط إلى بلورة اتفاق يجمد الحالة العسكرية ويتيح الفرصة لجلوس المجلسين على مائدة المفاوضات للوصول إلى صيغ تفاهمية في أكثر من ملف.
وجود صالح والمشري في الرباط بدعوة رسمية من السلطات المغربية قد يقود من باب البديهة إلى عقد لقاء مشترك يضم الشخصيتين، وذلك من أجل تمرير بعض الأفكار التي تلوح في الأفق خصوصاً المضمنة في مبادرة عقيلة صالح التي لاقت ترحيباً دولياً واسعاً، واعتبرتها عدة أطراف خارجية بمثابة الأرضية التي يمكن البناء عليها للوصول إلى أجسام جديدة انتقالية تعمل على حلحلة القضايا العالقة والتي من أبرزها إنهاء الجماعات المسلحة، وجمع السلاح، والتوزيع العادل للثروات، ومن قبْل ذلك تحييد ليبيا عن الصراعات الخارجية وعن خلافات الدول الكبرى.